قررت قيادة التجمع الوطني الديمقراطي عقد دورة المجلس الوطني التي تأجلت مرتين متتاليتين، نهاية شهر مارس الجاري بتعاضدية عمال مواد البناء بزرلدة، بالعاصمة، لتقيم نشاطات الحزب ووضع إستراتجية السداسي الأول من هذه السنة، ولا يستبعد أن تكون الاحتجاجات التي تعرفها بعض القطاعات في الجزائر خاصة وأنها تأتي في ظل سياق إقليمي خاص تشهده المنطقة العربية، وراء عقد دورة المجلس الوطني للأرندي. تحضيرا لدورة المجلس الوطني للأرندي التي برمجت لنهاية الشهر الجاري، يجتمع غدا الخميس الأمين العام للحزب أحمد أويحيى بأعضاء المكتب الوطني لضبط الترتيبات الخاصة باجتماع المجلس الوطني الذي تأجّل لمرتين متتاليتين لأسباب أرجعتها مصادر قيادية في الأرندي لانشغالات أويحيى الحكومية، فيما فسرتها أوساط إعلامية آنذاك بتجنب أويحيى الظهور إعلاميا ومواجهة أسئلة الصحفيين باعتبار أن دورة المجلس الوطني كانت مبرمجة بداية شهر جانفي، إلا أن قيادة الأرندي أعلنت تأجيلها بعد اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها بعض الولايات يوم 5 جانفي على خلفية الزيادات في أسعار المواد الغذائية الأساسية. وستكون دورة المجلس الوطني محطة للأرندي لتقيم نشاطاته ووضع إستراتجية السداسي الأول من السنة الجارية والتحضير لسياسة ميدانية لحصر المفاهيم الجديدة المتداولة في الساحة الوطنية وضبط برنامج مفصل منسجم مع البرنامج العام للحزب لتوضيح أبعادها المختلفة لدى المناضلين مع مراعاة مدى تكيّف التكوين بما يتناسب مع متطلبات الواقع المحلي من جهة ومع السياق الإقليمي الذي تعرفه المنطقة العربية من جهة أخرى. ومن غير المستبعد أن يفتح الأرندي النقاش في مجلسه الوطني حول الاحتجاجات التي يشهدها أكثر من قطاع في الفترة الأخيرة على غرار الصحة والتعليم العالي والتربية، مع التطرق إلى الإجراءات الأخيرة المتخذة من قبل رئيس الجمهورية للتكفل بانشغالات الشباب وكذا قرار رفع حالة الطوارئ التي استمرت 19 عاما، كما ينتظر الخوض في التحضيرات الخاصة بالاستحقاقات التشريعية المنتظرة ماي 2012 وإستراتيجية الحزب للمعركة الانتخابية.