من المرتقب أن يعقد التجمع الوطني الديمقراطي الدورة الرابعة لمجلسه الوطني في 20 من الشهر الجاري في لقاء يعد الأول من نوعه على مستوى الحزب خلال السنة الجديدة. وقالت مصادر على صلة بالإعداد لهذه الدورة ان الاجتماع سيخصص لدراسة التطورات الأخيرة التي عرفتها البلاد، خاصة موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة ولايات من الوطن والتي أسفرت-حسب إحصائيات رسمية- عن سقوط ثلاث ضحايا وجرح أكثر من 1000 شخص اغلبهم من أفراد الشرطة والأمن. ومن المنتظر أن يتطرق أعضاء المجلس الوطني خلال الاجتماع الذي سيعقد بتعاضدية عمال البناء بزرالدة بالضاحية الغربية للعاصمة إلى كافة المستجدات الوطنية، الاقتصادية منها والاجتماعية واستغلال فرصة تواجد الأمين العام السيد احمد اويحيى بينهم لطرح أكثر من انشغال، علما أن قيادته للجهاز التنفيذي حالت دون عقد لقاءات مع مناضلي الحزب. وعليه تشكل مثل هذه الاجتماعات فرصة لتناول القضايا الوطنية في عمقها، كما ستكون الدورة فرصة لإعداد أجندة عمل خاصة بالتحضيرات للانتخابات المحلية والتشريعية والمحلية المقررتين السنة القادمة. وتفيد المصادر بأن اجتماع المكتب الوطني للحزب الذي كان يفترض أن ينعقد يوم الجمعة الماضي قد اجل بسبب الاضطرابات. ويعود آخر اجتماع للمجلس الوطني للارندي الى مارس من السنة الماضية، حيث تم خلاله اتخاذ سلسلة قرارات من بينها إنشاء لجان حزبية أبرزها تلك التي تعنى بالشباب. ويعرف التجمع الوطني الديمقراطي منذ عودة السيد اويحيى الى رئاسة الحكومة ثم الوزارة الأولى شحا في الاجتماعات الرسمية على مستوى المكتب الوطني وحتى على مستوى المجلس الوطني بسبب انشغال الأمين العام بقضايا الجهاز التنفيذي. ولا يستبعد متتبعون للشأن الحزبي أن يتم تكليف أعضاء من المجلس الوطني لإعداد استراتيجية خاصة بالانتخابات القادمة، في الوقت الذي تم فيه التركيز على فئتي الشباب والنساء لضمان اكبر حشد من المناضلين في محاولة لقطع الطريق أمام منافسيه. ومن أجل بلوغ هذا الهدف، فقد دأب الارندي خلال الأشهر الماضية على تنظيم ندوات فكرية عبر الولايات اشرف على تنشيطها إطارات في الحزب، تم خلالها طرح مواضيع تتعلق بالساحة الوطنية ومسائل مرتبطة بالجانب الاقتصادي، المالي والاجتماعي. كما وضعت قيادة الارندي نصب أعينها ضرورة تحسين جانب الاتصال لجذب اكبر عدد من المتلقين عن طريق تبسيط الأسلوب واستخدام اللغة الملائمة وهي الطريقة التي سيتم اعتمادها في الاستحقاقات المقبلة، علما أن النتائج التي حققها الحزب في التجديد النصفي لمجلس الأمة في ديسمبر 2009 بعد تحالفه مع حزب العمال كانت بمثابة محفز له ليحقق نتائج أخرى على حساب منافسيه. ورغم ما أثاره تحالفه هذا مع حزب العمال من استياء لدى أحزاب التحالف الأخرى باعتباره، حسبهم، يهدد التكتل، فإن الارندي دافع عن هذا الخيار بالقول أن طبيعة الممارسة السياسية تقتضي الاختلاف والتلاقي في نقاط معينة، وأنه متمسك بمواثيقه وتعهداته ضمن التحالف الرئاسي على كل المستويات لإنجاح وتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية. غير أن حزب الارندي قرر هذه المرة طمأنة أعضاء التحالف مبكرا وذلك في آخر لقاء معهم قل نهاية السنة الماضية، بالتأكيد على انه سيدخل الاستحقاقات القادمة دون تحالفات مع أحزاب أخرى، معولا في ذلك على الحشد الشباني والنسائي الذي عمل على استقطابه خلال الأشهر الماضية.