يشرع اليوم وزير الشؤون الخارجية لفدرالية روسيا سيرغي لافروف في زيارة إلى الجزائر لمدة يومين تهدف إلى الدفع بعجلة التعاون الثنائي بين البلدين، كما ستكون القضايا الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في ليبيا في صلب المحادثات. أكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن هذه الزيارة »تندرج في إطار المشاورات السياسية بين الجزائروموسكو« وأضاف أنها »تأتي لتعزيز علاقات الصداقة و التعاون القائمة بين البلدين اللذين يربطهما بيان الشراكة الإستراتيجية الموقع في موسكو في أفريل 2001«. وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الزيارة ستسمح وفقا للبيان المشترك الذي وقع عليه رئيسا البلدين بمناسبة زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى الجزائر في أكتوبر الفارط ب »بحث التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة الإقليمية والدولية«. وكان المسؤول الروسي قد كشف عن هذه الزيارة لدى عودته من العاصمة الفرنسية باريس أين شارك في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الأسبوع الفارط، ووصف الجزائر ب »الشريك الاستراتيجي«. وتحرص روسيا على توثيق العلاقات مع الجزائر في جميع المجالات وهو ما جاء على لسان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف خلال الزيارة التي قادته إلى الجزائر يوم 6 أكتوبر الفارط، حيث تعهد بمواصلة التعاون في مجال السياسية الخارجية الذي وصفه ب »التعاون البنّاء«، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على تعزيز التفاعل في قضية التسوية الشرق أوسطية. وذكر الرئيس الروسي أن الجزائر تعتبر أول بلد عربي وقعت معه فدرالية روسيا إعلان الشراكة الإستراتيجية في أفريل ، 2001 مضيفا أنه »خلال العشر سنوات الأخيرة كان لنا أربع قمم رفيعة المستوى«. وكان ميدفيدف أشار إلى أن »التواصل يتطور على مختلف المستويات، ويجري تبادل الوفود«، وأضاف أنه تم الاتفاق على تنشيط التعاون في القطاع الصناعي، وفي عدد من المجالات الأخرى«، معتبرا أن التعاون التجاري الاقتصادي بين روسياوالجزائر »تعافى من آثار الأزمة وأصبح حجم التبادل التجاري كبيرا«، مبديا أمله في زيادة حجم التبادل التجاري مستقبلا. وتأتي زيارة لافروف إلى الجزائر في ظرف صعب تمر به ليبيا التي تعرضت إلى غارات جوية من قبل قوات التحالف الغربي خلّفت العشرات من القتلى. علما أن روسيا كانت قد اكتفت بالامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدول القاضي بتدخل عسكري في ليبيا دون استعمال حق »الفيتو«.