طالبت التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي يترأسها مصطفى بوشاشي، بضرورة التغيير السلمي للنظام القائم وبنا ء ديمقراطية حقيقية وسلطة مدنية قائمة على أساس دولة القانون التي تضمن حقوق الإنسان وبصفة فعلية، ويعد هذا التجمع الذي نظمته التنسيقية داخل قاعة الأطلس الأول من نوعه بعد أن كانت تصر على تنظيم سميرات خارج القاعات، حيث امتثلت لقوانين الدولة الجزائرية التي منعت التظاهر في الشوارع على مستوى العاصمة لأسباب أمنية. عجت قاعة الأطلس أمس بما يقارب 400 مناضل قدموا للتنديد بما أسموه ب التهميش والحقرة، وتعالت الشعارات المطالبة بالتغيير، على غرار، الشعب يريد المشاركة في التسيير، الشباب يريد تغيير النظام، بركات بركات من الحقرة بركات، من اجل دولة الحريات والعدالة والقانون، لا نريد شرطة سياسية وغيرها من النداءات التي شكلت محور اهتمام المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية التي احتضنتها القاعة ابتداء من الساعة الثالثة مساء. وقد شهدت الوقفة عديد المداخلات لممثلين عن جمعيات وغيرها من التنظيمات والحركات الجمعوية التي تلخصت حول فكرة التغيير السلمي للنظام، حيث أكد المشاركون على ضرورة النضال السلمي من اجل وضع حد للنظام السياسي الحالي وبناء ديمقراطية حقيقية وسلطة مدنية ودولة القانون التي تضمن حقوق الإنسان بصفة فعلية، كما دعت التنسيقية إلى العمل على تمتين الوحدة الوطنية في إطار احترام التعددية، التنوع والاختلاف. وجدد الحضور دعوتهم الخاصة بالنضال ضد تهميش الشباب والمساهمة في بناء ديمقراطية مستقبلية حقيقية في الجزائر وكذا العمل والمساهمة من اجل هيكلة ديمقراطية حقيقية وبتطوير الحوار والنقاش الديمقراطية وثقافة اللاعنف، إضافة إلى الاعتراف بالإرادة الشعبية، المعبر عنها عبر انتخابات حرة وشفافة والتي تكون بمصابة المصدر الوحيد للشرعية السياسية والاعتراف بضرورة احترام حقوق الأقلية الانتخابية. بدورها جمعية المفقودين وجهت نداء من أجل كشف كل الحقائق عن الأشخاص الذين اختطفوا وانقطعت أخبارهم، كما حضر رئيس جمعية ضحايا أحداث أكتوبر 1988 وغيرهم من ممثلي الحركات الجمعوية الذين جددوا مواقفهم المرتبطة بضرورة التغيير السلمي، ورفض كل المشاورات التي تجريها السلطة داخل أسوارها دون إشراك الأحزاب السياسية والتنظيمات السياسية والاجتماعية المعنية. هذه المطالب شكلت الحجر الأساس لما سمي بميثاق التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي انضمت تحت لوائها كل من الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الوظيف العمومي، النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، مجلس أساتذة التعليم العالي المتضامنين، مجلس ثانويات الجزائر، المفقودين، تنسيقية عائلات المفقودين في الجزائر، الجزائر السلمية، تنسيقية البطالين، الحركة من أجل السلم واللاعنف وجمعية بنات فاطمة نسومر وغيرها من الحركات والتنظيمات.