لم تقتصر عمليات القمع التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المغربية على أشكال التعبير السياسي والاجتماعي للصحراويين في الأراضي المحتلة، فتعدت ذلك وطالت حتى المسائل الرياضية حيث قامت باعتقال مواطن صحراوي بتهمة مناصرة الفريق الوطني الجزائري وارتداء قميص »مقاتلي الصحراء«. لم تتوان قوات الاحتلال المغربي أول أمس عن قمع حتى أشكال التعبير الرياضي، بحيث قامت باعتقال مواطن صحراوي إثر مشاركته في مظاهرة سلمية عبر من خلالها عن فرحته بانتصار المنتخب الوطني الجزائري على نظيره المغربي بموقعة عنابة، واستنادا إلى وكالة الأنباء الصحراوية التي أوردت الخبر، نقلا عن وزارة الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية، فإن أجواء من الاحتفالات جابت العديد من شوارع العيونالمحتلة بعد انتهاء المقابلة، خاصة أحياء معطى الله ولابولكو وشارع اسكيكيمة وعند ملتقى الطرق بين شارع مزوار وشارع الطنطان، ورفعت خلال هذه المظاهرات السلمية أعلام الجمهورية الصحراوية والعلم الجزائري، ورددت فيها شعارات سياسية، واستنادا إلى نفس المصادر فإن اعتقال المواطن الصحراوي المسمى حمدوني صالح البالغ من العمر 24 عاما من قبل قوات الاحتلال المغربي كان بسبب ارتدائه أيضا لقميص المنتخب الجزائري. في سياق متصل، استدعت الأجهزة الاستخباراتية التابعة لدرك الاحتلال المواطنتين الصحراويتين سلمبوها حميداها واجميعة امغيميمة، بتهمة مشاركتهما في محاولة النزوح الجماعي إلى منطقة كنيدلف شمالي العيونالمحتلة، حيث تعرضتا لسوء المعاملة من طرف قوات الدرك والبوليس، في تلك المحاولة. ويواصل الصحراويون بالمناطق المحتلة احتجاجاتهم السلمية، ووسط حصار أمني مكثف نظم عمال ومتقاعدو شركة »فوسبوكراع «، أمهات المختطفين والمعتقلين السياسيين الصحراويين ونقابة الصيد الساحلي وذوي الاحتياجات الخاصة مظاهرة بشارع السمارة وسط المدينة، انتهت بتلاوة بيان أعلنوا خلاله عزمهم على موصلة النضال إلى غاية تحقيق مطالبهم العادلة، وكان »باشا« المدينةالمحتلة قد توعد المسؤولين عن تنظيم المظاهرة، وخيرهم بين إنهاء الوقفة أو مواجهة التدخل العنيف. يشار إلى أن الموظفين الصحراويين المهجرين داخل المغرب، قرروا أول أمس خوض إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 24 ساعة أمام مقر وزارة الداخلية في الرباط، احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة في العودة والعمل بوطنهم المحتل، حسبما أفاد مصدر من وزارة الأرض المحتلة، وكان الموظفون الصحراويون وعددهم 160 موظف قد شرعوا منذ 23 فيفري الماضي في اعتصام أمام ملحقة وزارة الداخلية المغربية بالرباط احتجاجا على استمرار الدولة المغربية إبعادهم عن أهاليهم ووطنهم.