وجهت الحكومة الصحراوية نداء عاجلا إلى الهيئات الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة للتدخل السريع من أجل وضع حد للممارسات القمعية الهمجية التي ما فتئت قوات الاحتلال المغربي تمارسها ضد المدنيين الصحراويين للتضييق عليهم ومنعهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال· وجاء هذا النداء بعد التدخل الوحشي الذي قامت به القوات المغربية الأسبوع الماضي ضد المدنيين الصحراويين في عدد من المدن الصحراوية المحتلة التي شهدت مسيرات سلمية طالب خلالها المتظاهرون بالكشف عن مصير المفقودين وإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين· فقد قامت هذه القوات وبطريقة وحشية بتفريق الوقفة السلمية التي نظمتها عائلات الأطفال الخمسة عشر المختطفين منذ ديسمبر 2005 وبقي مصيرهم مجهولا لغاية اليوم بمدينة العيونالمحتلة لاسيما بعد رفع المشاركين للأعلام الصحراوية وترديدهم لشعارات مناهضة للاحتلال المغربي ومطالبة بحق تقرير المصير·وأسفر الرد العنيف لقوات الأمن المغربي على إصابة أزيد من ثلاثين مواطنا صحراويا بجروح متتفاوتة الخطورة غالبيتها بليغة· ولم يتوقع تدخلها عند هذا الحد حيث قامت بإحالة المواطن الصحراوي ادمتو ولد معطاه ولد لكريفة على سجن لكحل بمدينة العيون عقب محاكمته صوريا وسط مظاهر التنديد بالاحتلال المغربي· نفس الوضع المتوتر عاشته مدينتا السمارة وبوجدور المحتلتان، حيث قامت قوات القمع المغربية باعتقال الناشط الحقوقي سعيد مصطفى الخير البلال·مما دفع بمواطني مدنية السمارة إلى تنظيم مظاهرة تنديدية احتجاجا على اعتقاله قوبلت برد همجي وعنيف من قبل القوات المغربية وكانت نتيجة ذلك اصابة أزيد من 40 صحراويا بجروح خطيرة· الأمر ذاته شهدته مدينة بوجدور المحتلة بعد قمع السلطات المغربية للمسيرات السلمية التي نظمها سكان المدينة للمطالبة بحقهم في الاستقلال وتقرير مصيرهم· مثل هذه الخروقات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين تدحض مايروج في الآونة الأخيرة في المغرب عن وجود ممارسات لعمليات التعذيب في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف· وتسعى الرباط من خلال الترويج لمثل هذه الشائعات الى تضليل الرأي العام العالمي وإيهامه بأن اللاجئين الصحراويين بالأراضي الجزائرية يتعرضون للقمع وللتعذيب قصد تشويه صورة جبهة البوليزاريو ومن ورائها الجزائر· وفي حقيقة الأمر ماهي إلا غطاء عن الممارسات القمعية المغربية ضد الصحراويين والتي انكشفت في عديد المناسبات أمام الرأي العالمي من خلال الشهادات الحية التي نقلها الصحراويون المتضررون من خروقات المغرب في مجال حقوق الإنسان واعتبرت وزارة الإعلام الصحراوية في بيان لها صدر أمس ان استمرار تفاقم الأوضاع في الأراضي المحتلة بكل ما يحمله من مخاطر جمة له انعكاسات سلبية من شأنها ان تعصف بمسار السلام بين الطرفين خاصة وأن هذا التصعيد الخطير وغير المبرر جاء عشية انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب مطلع العام الجديد·