السلاح النووي الكوري يعرقل حركة الآلة الأمريكية الراغبة بالامتداد في آسيا دون عراقيل انطلاقا من الشطر الجنوبي غير آبه بالمارد الصيني المتمسك في عصر التحولات بأعلى حالات المرونة في منتديات المجتمع الدولي.. والطريق الأمريكية المفتوحة دون عراقيل لن تسمح بتسلح كوريا الشمالية نوويا لتكون الرقيب غير المرغوب فيه في الطريق السالك بنقاط ارتباطه نحو أوروبا معرقلة انتعاش أكبر سوق عالمي خاضع للهيمنة الأمريكية دون سواها يربط قارات العالم الخمس ويقطع سلسلة الحلقات الصينية المترابطة من بكين وصولا إلى أبعد نقطة في أدغال إفريقيا أو في حقول أمريكا اللاتينية ويضع حدا لهيمنتها على سوق الأغلبية. وأمريكا العازمة على إيقاف الاندفاع الكوري النووي لم تمتلك أية خطوات ممكنة في مجابهة المارد الأسيوي الجديد ولا تنفع معها كل خططها العسكرية والسياسية في إزالة عراقيل منتصف الطريق الأمريكي في محطاته الأسيوية.. فكوريا نجحت في الامتحان النووي قبل أن تمنعها أمريكا وأخذت مكانها بين الكبار رغما عنهم وستفرض شروطها في عالم اقتصادي يقوده الثمانية الأغنياء فقط برعاية القوة الأمريكية .. والسؤال الذي يدور في ذهن المراقب السياسي حاليا هو: ما هي الخطوات التي قد تتخذها الولاياتالمتحدة لضمان ألا تنجح كوريا الشمالية في امتلاك سلاح نووي؟ حكومة كوريا الشمالية سلمت الصين تقريرا طال انتظاره يحتوي على تفاصيل برنامجها النووي والجهود التي بذلتها بيونجيانج في مجال تخصيب البلوتونيوم.. والرئيس الأمريكي جورج بوش يجدد الشكوك الجدية حول نوايا بيونجيانج، رغم إعلان نيته رفع بعض العقوبات عن كوريا الشمالية وحذف اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب خلال مدة أقصاها 45 يوما شريطة أن يكون الإعلان الكوري كاملا. والاستفزاز الكوري الشمالي للعالم كما تراه أمريكا المنشغلة فعلا في البحث عن بدائل لمواجهة آسيوية –أمريكية.. كشف عن عجز أمريكي غير منتظر في القيام بفعل لشل النشاط النووي الكوري.. فأمريكا لا تملك خيارا غير العقوبات الاقتصادية التي باتت سلاحا تقليديا في العرف الأمريكي الطارئ في حروبها العالمية ضد شعوب آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا ولا خيار لها سواه.. وقد لا تجدي العقوبات الاقتصادية نفعا مع كوريا التي طوت من قبل سنوات عجاف فالجار الصيني لن يدعها تجوع وهي ظهير قوته الحقيقية في مواجهة الأمريكي المتأهب لفتح جبهة ثالثة في الشرق الأدنى بعد جبهتي أفغانستان والعراق.