أمريكا العازمة على إيقاف الاندفاع الكوري النووي لم تمتلك أية خطوات ممكنة في مجابهة المارد الأسيوي الجديد ولا تنفع معها كل خططها العسكرية والسياسية في إزالة عراقيل منتصف الطريق الأمريكي في محطاته الأسيوية .. فكوريا نجحت في الامتحان النووي قبل أن تمنعها أمريكا وأخذت مكانها بين الكبار رغما عنهم وستفرض شروطها في عالم اقتصادي يقوده الثمانية الأغنياء فقط برعاية القوة الأمريكية .. السلاح النووي الكوري يقطع الساق الأمريكية الممتدة في آسيا دون عراقيل انطلاقا من الشطر الجنوبي غير أبه بالمارد الصيني المتمسك في عصر التحولات بأعلى حالات المرونة في منتديات المجتمع الدولي .. والطريق الأمريكية المفتوحة دون عراقيل لن تسمح بتسلح كوريا الشمالية نوويا لتكون الرقيب غير المرغوب فيه في الطريق السالك بنقاط ارتباطه نحو أوروبا معرقلة انتعاش اكبر سوق عالمي خاضع للهيمنة الأمريكية دون سواها يربط قارات العالم الخمس ويقطع سلسلة الحلقات الصينية المترابطة من بكين وصولا إلى أبعد نقطة في أدغال إفريقيا أو في حقول أمريكا اللاتينية ويضع حدا لهيمنتها على سوق الأغلبية . والسؤال الذي يدور في ذهن المراقب السياسي حاليا هو:ما هي الخطوات التي قد تتخذها الولاياتالمتحدة لضمان ألا تنجح كوريا الشمالية في امتلاك سلاح نووي؟؟ رفعت إدارة البيت الأبيض اسم كوريا الشمالية من اللائحة السوداء وخرجت من ثالوث الإرهاب.. مرغمة. والاستفزاز الكوري الشمالي للعالم كما تراه أمريكا المنشغلة فعلا في البحث عن بدائل لمواجهة أسيوية –أمريكية.. كشف عن عجز أمريكي غير منتظر في القيام بفعل لشل النشاط النووي الكوري ..فأمريكا لا تملك خيارا غير العقوبات الاقتصادية التي باتت سلاحا تقليديا في العرف الأمريكي الطارئ في حروبها العالمية ضد شعوب أسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا ولا خيار لها سواه.. ولم تجد العقوبات الاقتصادية نفعا مع كوريا التي طوت من قبل سنوات عجاف فالجار الصيني لن يدعها تجوع وهي ظهير قوته الحقيقية في مواجهة الأمريكي المهيمن.