أشرف أمس بمقر محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بأدرار، العياشي دعدوعة عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التنظيم والهياكل، على تنصيب مكتب المحافظة الجديد وتعيين أمينها البشير مدياني، الذي تم اختياره من بين أعضاء المكتب المنتخبين طبقا لأحكام القانون الأساسي والنظام الداخلي. واستهل دعدوعة كلمته بتقديم شكر الأمين العام للحزب وقيادته إلى أعضاء مكتب المحافظة المنتخب وأمينها الحالي والسابق أحمد حمدي، وتطرق عضو المكتب السياسي بإسهاب إلى ما أنجزه الحزب على المستوى التنظيمي والسياسي. فعلى الصعيد التنظيمي، أوضح عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التنظيم والهياكل أن القيادة عمدت إلى تغيير بطاقات الانخراط وإلى استبدال الاستمارات والدفاتر والأختام على مستوى القسمات والمحافظات بهدف توحيد العمل وقصد التخلص من ترسبات عانى منها الحزب مدة عشرين سنة، ولا يتم هذا إلا بضبط القوائم المتعلقة بالمناضلين على مستوى كل قسمة قبل أن يصادق عليها كل من أمين القسمة وأمين المحافظة خلال شهر سبتمبر من كل سنة، يليه شهر أكتوبر الذي تتم فيه تصفية الحسابات، وهذا قبل أن تسلّم كل المحافظات والقسمات بطاقات العام الجديد خلال شهر ديسمبر من كل سنة. وفي نفس السياق أضاف المتحدث، أن هذه العملية ستتكفل بها مكاتب القسمات التي ستسعى إلى تثبيت المناضلين المستمرين في الانخراط، وإعادة استقبال المناضلين الذين غادروا الحزب أو لم تسلم لهم بطاقات لغرض أو آخر ويرغبون في أن يثبّتوا، مؤكدا أن أبواب الحزب مفتوحة لكل المواطنين، سيما الشباب والنساء بعدما يقدموا ملفاتهم بغية الانخراط لدى مكاتب القسمات للحزب. وفي هذا الإطار شدد عضو المكتب السياسي على ضرورة انتشار الحزب عبر الانخراطات الجديدة البعيدة عن التهميش والإقصاء، مؤكدا أن كل من يعرقل السير الطبيعي للمنخرطين في الحزب يتعرض للتحقيق وتطبق عليه قواعد الانضباط المنصوص عليها في لوائح الحزب وقانونه الأساسي ونظامه الداخلي. ومن جهة أخرى، عرج العياشي دعدوعة بالحديث عن الوضع العام في البلاد وفي المحيط الدولي والموقف العربي منه، مبرزا أن الجزائر المقبلة على الإصلاحات السياسية التي أعلنها رئيس الجمهورية تبقى محصّنة، وفي منأى عما يجري حولها، وعلى وجه الخصوص في العالم العربي لاختلاف المبررات والأسباب والخصوصيات، مثل فسح المجال أمام التعبير الحر الذي يحظى به الإعلام الجزائري، ومرافقة السلطة لمطالب المواطنين وانشغالاتهم. وفي هذا الصدد نبّه دعدوعة المناضلين إلى أخذ جانب الحذر والحيطة، منوّها بالدور النبيل الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي في الحفاظ على كرامة الجزائر وعلى حدودها والتصدي لانتشار الوباء الإرهابي المدمّر. أما فيما يتعلق بالمحطات القادمة والمواعيد المنتظرة وفي مقدمتها الاستحقاقات الانتخابية التي هي على مرمى حجر، فقد ركّز قيادي الأفلان على ضرورة الاستعداد الجيّد والتحضير الجاد لخوض غمارها، ولا يتحقق هذا إلا بتهيئة الجو الملائم وبالعمل الجواري المستمر والاحتكاك بالجماهير والإصغاء لها، ثم التجاوب قدر المستطاع مع ما هو مطلوب ومشروع من طموحاتها واهتماماتها. وفي نفس المصب أكد على الاستعانة بأعضاء البرلمان وبالأعيان والفاعلين في المجتمع ومختلف التشكيلات المدنية بهدف تعزيز النضال السياسي، ودعا إلى التقرب أكثر وعلى الدوام من المرأة ومن الشباب مركّزا على ضرورة تحمل المسؤولية تجاه هاتين الشريحتين الاجتماعيتين والاهتمام بطموحاتهم والتوجيه الدائم.