شرع حزب جبهة التحرير الوطني في تجديد مكاتب المحافظات ال 54 المنتشرة عبر الوطن، حيث انطلقت العملية من محافظة تمنراست، لتكون المحافظة الأولى التي انتخبت مكتبا جدبدا، بعد تعليمة الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم التي حددت تاريخ انتخاب مكاتب المحافظات بين 1 و31 من الشهر الحالي. أشرف أول أمس بمقر محافظة تمنراست، كل من عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الشباب والطلبة عبد القادر زحالي وعضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين والتدريب عبد الرحمان بلعياط، على الجمعية العامة لمحافظة تمنراست لانتخاب مكتب المحافظة، وفق المذكرة الصادرة عن الأمين العام للحزب التي تحدد تشكيلة الجمعية العامة، وتطبيقا للتعليمة الخاصة بتجديد مكاتب المحافظات ابتداء من 1 مارس الحالي، وقد افتتحت الجلسة بعرض أمين المحافظة محمود قمامة جدول الأعمال للتصويت عليه والذي نال الأغلبية المطلقة، ليقدم بعدها عرضا حول عملية الهيكلة في تمنراست، بالإضافة إلى النشاطات والمشاركات للمكتب السابق، وبعد ذلك عرض المحافظ على الحاضرين المقدر عددهم 92 من أصل 94 يشكلون الجمعية العامة لمحافظة تمنراست، طريقة انتخاب مكتب المحافظة، إما عن طريق التصويت أو عن طريق الاقتراع السري، ليطلب أعضاء الجمعية العامة بالأغلبية المطلقة التصويت برفع الأيدي، وتم بعد ذلك اختيار تشكيلة لجنة الترشيحات التي تشكلت من ابراهيم أحمد رئيسا، بن خور مبروك نائبا للرئيس، خاقي أحمادو مقررا، وقبل الشروع في توزيع استمارات الترشح، طلب أعضاء الجمعية العامة للمحافظة من عضوي المكتب السياسي توسيع مكتب المحافظة إلى 11 عضوا نظرا للخصوصية التي تتمتع بها محافظة تمنراست من خلال رقعتها الجغرافية الكبيرة وتباعد الدوائر الانتخابية عن بعضها بمئات الكيلومترات وموقعها الحدودي مع دولتي النيجر ومالي، بالإضافة إلى تقريب أعضاء مكتب المحافظة من المناضلين، وهو الأمر الذي وافق عليه المشرفان زحالي وبلعياط. وخلال دراسة استمارات الترشح من قبل لجنة الترشيحات، أحيلت الكلمة لعبد القادر زحالي الذي عبر عن سعادته للتنظيم المحكم الذي ميز الجلسة، مشيرا إلى أن محافظة تمنراست هي الأولى على المستوى الوطني في تجديد مكتبها، ما يدل على انضباط كبير من قبل مناضليها، وتطرق بعدها إلى العديد من النقاط التنظيمية التي تهم الحزب من خلال التركيز على المؤتمر التاسع الذي كان ناجحا جدا نظرا للحضور الكبير للمندوبين، مذكرا أن المؤتمر انبثقت عنه اللجنة المركزية التي زكت بالإجماع في دورتها الأولى عبد العزيز بلخادم أمينا عاما للحزب، هذا الأخير شرع في مشاورات مع أعضاء اللجنة المركزية لاختيار 15 عضوا يمثلون المكتب السياسي، حيث تم تزكية القائمة التي أعلن عنها الأمين العام خلال الدورة الثانية للجنة المركزية، واجتمع بلخادم مع أعضاء المكتب السياسي ووزع المهام على كل عضو، كما اعتبر زحالي أن الدورة الثالثة للجنة المركزية كانت ناجحة نظرا للحضور المميز لأعضاء اللجنة المركزية، داعيا المناضلين إلى الانضباط والالتزام بالقانون الأساسي. كما تطرق نائب مجلس الأمة عبد القادر زحالي إلى الإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء المنعقد مؤخرا خاصة فيما يخص قطاع التشغيل وإنشاء مؤسسات صغيرة لفائدة الشباب، مركزا على التسهيلات المعلن عنها في قطاع الفلاحة، ودعا المناضلين إلى مساعدة الشباب في خلق مستثمرات فلاحية عن طريق استصلاح الأراضي باعتبار مساحة تمنراست شاسعة وبإمكان استصلاح آلاف الأراضي الفلاحية، كما طلب من المنتخبين وإطارات الحزب بالمحافظة تكثيف مجهوداتهم لفائدة الشباب والمرأة لينخرطوا بقوة في الحزب، مشيرا أن الحزب الذي يبني أسسه على الشباب يكسب جميع الرهانات. من جهته، نوه عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين والتدريب عبد الرحمان بلعياط بالانضباط العالي للمناضلين بدليل غياب اثنين فقط عن الجمعية العامة لظروف طارئة، كما عبر عن ارتياح قيادة الحزب للنتائج المحققة في مختلف المجالس المنتخبة على مستوى تمنراست، ليستعرض بعدها مسار الحزب منذ الثورة إلى غاية اليوم، بالإضافة إلى أهم المحطات التاريخية التي ميزت مسيرة حزب جبهة التحرير الوطني، معتبرا أن الأفلان لا يمكن تغييبه لأن الشعب لا يريد ذلك، كما ذكر بلعياط بموقف الحزب بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها الجزائر نهاية السنة المنصرمة، حيث أصدر المكتب السياسي بيانا ينبذ كل أشكال العنف في التعبير عن المطالب، بالإضافة إلى تشكيل لجان يقظة على مستوى المحافظات والقسمات، كما طلب الأمين العام للحزب من جميع نواب البرلمان تقديم تقارير واقتراحات حول الأحداث حسب كل ولاية، من أجل إعداد تقرير تفصيلي يتم رفعه لرئيس الجمهورية. وبخصوص مطالب البعض بالتغيير، أكد بلعياط أن انتخابات 2012 وانتخابات 2014 هي التي تغير الأشخاص وفق الدستور، معتبرا أن منع المسيرات في العاصمة راجع إلى حسابات أمنية بهدف حماية العاصمة من الأعمال الإرهابية، وبخصوص الأحداث التي تشهدها مختلف الدول العربية أكد بلعياط أن النظام الجزائري يختلف عن هذه الأنظمة باعتبار أن نظامنا مبني على أسس ثورية صنعها الشعب، أما الأنظمة التي شهدت هزات فذلك راجع كما قال، لاعتمادها على الغرب على حساب شعوبها. وبعد انتهاء لجنة الترشيحات من دراسة استمارات الترشح، تم عرض قائمة متكونة من 11 عضوا يمثلون مكتب المحافظة، على الجمعية العامة التي صوتت عليه برفع الأيدي وبالأغلبية المطلقة في ظروف سادتها الشفافية وروح المسؤولية، ويضم المكتب الجديد لمحافظة تمنراست محمود قمامة، الذي تم اقتراحه من طرف الجمعية العامة والمكتب السياسي بالإجماع لتولي منصب أمين مكتب المحافظة، إلى جانب أقرواق اتلكان، تواصر محمد، أمد مصطفى، شنرقة محمد، التيجاني العالية، يلاوي بوجمعة، التواتي أحمد، اغتيلو أحمد، أقاسيم أحمد، بلواقي القايم. وقبل رفع الجلسة تمت تلاوة البيان الختامي للجمعية العامة للمحافظة، التي عبرت عن دعمها المطلق للمخطط الخماسي 2010/2014، والتجند الكامل وراء القيادة السياسية للحزب وعلى رأسها الأمين العام عبد العزيز بلخادم، كما حيت الإجراءات التاريخية التي اتخذها رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، وتم التنويه بالنشاطات الحزبية التي قام بها المناضلون والمناضلات بالإضافة إلى الانضباط الذي ساد عملية انتخاب مكاتب القسمات ومكتب المحافظة، وأشاد الجميع بدور منتخبي الحزب في البرلمان بغرفتيه والمجلس الشعبي الولائي والمجالس البلدية، ورفعت الجلسة على الساعة الثانية والنصف زوالا.