اجتمع أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد بأربع نقابات، تدارس وإياها جملة المطالب المرفوعة، وأبلغها الجهد المبذول لتحقيقها، وهو ما كان فعله في الاجتماع الذي جمعه قبل ثلاثة أيام بنقابتي »إينباف« و »كناباست« ، وينتظر أن تخرج هاتان النقابتان بالموقف النهائي الموحد من الإضراب، اعتمادا على ما يكون توصل إليه مجلساهما الوطنيان في دورتي أمس الإستثنائيتين. ركزت وزارة التربية كامل اهتماماتها وجهودها على الحوار الموسع الذي أفسحته مع كل النقابات، من أجل التوصل إلى حل مرضي، بشأن المطالب المرفوعة، يُجنّب التلاميذ والمؤسسات التربوية التّبعات السلبية الضارة التي قد تنجم عن الإضراب المقرر، والمعلن عنه لأيام غد الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ومن أجل ذلك اجتمع قبل ثلاثة أيام وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد بقيادتي المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست(، والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين )إينباف( وتدارس وإياهما كافة المطالب المهنية الاجتماعية التي هي مُعلقة، أو مؤجلة التطبيق حتى الآن، وقد تعهد الوزير شخصيا ببذل كل ما في وسعه من أجل تلبية هذه المطالب، وأكد لهم أن تلبية بعضها يحتاج إلى وقت، وأن اللجنة الوزارية المشكلة مؤخرا ستتكفل بكل المطالب، وعليهم التريّث في الذهاب إلى الإضراب في هذا التوقيت بالذات، الذي مثلما يعلم الجميع هو توقيت امتحانات بالنسبة لجميع التلاميذ، ولاسيما منهم تلاميذ أقسام البكالوريا، وشهادة التعليم المتوسط،، وتلاميذ امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، الذين هم منصوحون بالمواظبة الجيدة للدروس، مع المراجعة والتركيز النفسي الكبير، لأداء هذه الامتحانات المصيرية في غاية الاستعداد والروح المعنوية العالية. ومن أجل إبلاغ ما دار مع وزير التربية في الاجتماعين المشار إليهما بادرت أمس نقابتا »إينباف« و »كناباست« بعقد دورتين استثنائيتين لمجلسيهما الوطنيين، من أجل البث في الإضراب المقرر الدخول فيه بداية من يوم غد الاثنين، على ضوء الحلول وضمانات الحلول، التي تعهّد بها وزير التربية إزاء المطالب المرفوعة. وحسب بعض القيادات النقابية، التي اتصلت بها »صوت الأحرار« قبل انطلاق الدورتين، فإن عمال التربية الوطنية، وحتى القيادات في أغلبيتها مازالت متمسكة بالذهاب إلى الإضراب، وبضرورة توحيد الموقف النقابي منه، ولاسيما ما يعني بالدرجة الأولى نقابتي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني. ومن أجل السعي أكثر في اتجاه تهدئة الوضع، ودفع النقابات للعدول عن الإضراب، اجتمع أمس وزير التربية الوطنية بأربع نقابات أخرى، هي: النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والاتحادية الوطنية المستقلة لمستخدمي التربية، والنقابة المستقلة للتربية والتكوين، والنقابة الوطنية للتربية والتكوين، وهذه النقابات لم تكن السّباقة لإقرار الإضراب، بل وجدت نفسها ملزمة على الانضمام للإضراب، وبعضها ليس لها أية قواعد عمالية تمثيلية، وفق ما تنص عليه القوانين النقابية، وقياداتها لا تُمثل إلا نفسها، ولذلك فإن وزارة التربية تُعوّل بالأساس في وقف هذا الإضراب على الموقف المشترك لنقابة نوار العربي )كناباست(، ونقابة دزيري الصادق )إينباف(، لأن هاتين النقابتين تمثيليتين بالفعل، لأكبر عدد ممكن من عمال القطاع. وحسب ما يرى بعض القياديون، فإن المشكلة القائمة في المطالب المرفوعة، أن وزارة التربية تملك الوصاية عليها، ولا تملك صلاحية مفاتيح الحلول الجادة لعدد منها، ومن ذلك حسب ما يرى هؤلاء، مطلب طب العمل، التقاعد، السكن، والتخفيف من الضريبة على الدخل، وربما حتى ما يرتبط ببعض الجوانب المتعلقة بمطلب مراجعة القانون الأساسي الخاص، ونظام التعويضات.