التقى صباح وزوال أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد بنقابات »كناباست«، »إينباف«، و»سناباست«، وتدارس وإياها المطالب المرفوعة، وأطلع قياداتها على ما يستطيع القيام به في حدود صلاحياته، وما قد يِؤجل البث فيه لغاية استكمال رأي الشركاء فيه، على غرار مطلب طب العمل، وأمور أخرى، وسبق هذا اللقاء لقاء آخر زوال أول أمس مع وزير العمل الطيب لوح، الذي وعد بتبليغ انشغالات عمال التربية، ومطالبهم إلى رئيس الجمهورية، والإسهام فيما يمكن الإسهام فيه. اجتمع أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد بثلاث نقابات بمقر وزارته، هي المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، وأعاد من جديد دراسة المطالب العمالية المرفوعة، وأبلغهم على انفراد بما هو بالإمكان الاستماع إليه وتنفيذه، وما هو خارج عن دائرة اختصاصه لوحده، ويحتاج بالضرورة إلى جهات ووزارات أخرى، ومنها وزارتي الصحة والعمل. اللقاء مع النقابات المضربة تواصل على امتداد كامل ساعات الفترة الصباحية من يوم أمس، واستمر لساعة متأخرة من زوال أمس. وعن مجرى هذا اللقاء الذي تواصل على فترة صباحية وأخرى مسائية، قال الأستاذ بوديبة مسعود العضو القيادي في نقابة »كناباست« أن محور اللقاء دار حول ماهية أدنى الأمور التي يجب تقديمها الآن، وقد أوضحت له »كناباست« الشروط الأولية لتوقيف الإضراب، وهي مختصرة، أن تصدر قرارات ملموسة، وحتى هذه اللحظة ليست هناك قرارات ملموسة واضحة، ولاشيء تحقق حتى الآن. وقبيل استئناف الجلسة المسائية، قال بوديبة ل »صوت الأحرار« : يمكن لهذا اللقاء أن يتوج في نهايته بمحضر رسمي، تصدره وزارة التربية، ونحن من جهتنا سوف ننظم صباح اليوم ندوة صحفية، نعلن فيها ما تم التوصل إليه، ونكون قبل ذلك قد عرضنا ما توصلنا إليه مع وزارتي التربية والعمل ، على المجلس الوطني، الذي هو في دورة مفتوحة، وهو بدوره من الآن سوف يناقش الأمر، ويحيله على القواعد النقابية التي ستتخذ هي الأخرى القرارات المناسبة، وتحيلها من جديد على المجلس الوطني ، الذي تعود له الكلمة الأولى والأخيرة، فيما يخص النتائج المحصل عليها، ومصير الإضراب. ومهما كانت نتيجة اللقاء مع الوزير بن بوزيد مثلما قال بوديبة فإن الإضراب سيتواصل لغاية أن يبث فيه المجلس الوطني، وربما يكون ذلك قبل عيد الأضحى المبارك أو بعده، وسوف توضح نقابة »كناباست« كل شيء في الندوة الصحفية التي سينشطها نوار العربي، المنسق الوطني للنقابة صباح اليوم بالعاصمة. وحتى وإن كان ربما الأمر يختلف مع الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، نظرا للتفويض الممنوح إلى رئيس الاتحاد في مثل هذه المناسبات، فإن قيادات نقابية مهتمة ترى أن هذا الأخير سوف يرجيء اتخاذ توقيف الإضراب لغاية البث فيه بصفة ثنائية مع »كناباست« وربما »سناباست« أيضا. وفيما يتعلق باللقاء الذي تم مع وزير العمل الطيب لوح، قال بوديبة : أن الوزير تساءل عن محور الخلاف الموجود في قطاع التربية، وطلب منا التعقل وتوقيف الإضراب، وقد شرحنا له وضعيتنا جيدا، وقدمنا له مطالبنا، وأوضحنا له المطالب الأولية، وقدم وعدا بأخذها بعين الاعتبار، وأبلغناه بالرسالة التي كنا وجهناها شهر أكتوبر الماضي إلى رئيس الجمهورية عن طريق وزير التربية، ولم نتلمس أي شيء منها حتى الآن. وفي هذه الرسالة كانت نقابة »كناباست« ناشدت رئيس الجمهورية التدخل من أجل تحقيق المطالب، ومنح قطاع التربية منحة جزافية، تعيد الاعتبار للأستاذ، ونحن في هذا بحاجة إلى قرارات سياسية، وقد تعهد وزير العمل بإيصال كل انشغالاتنا ومطالبنا إلى رئيس الجمهورية. ومن جهتها الاتحادية الوطنية لعمال التربية، التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، انتهت في الندوة الوطنية التي نظمتها أول أمس بزرالدة في العاصمة إلى مطالبة الثلاثية المقبلة، بالرفع من قيمة الحد الأدنى لأجور إلى ثلاثين ألف دينار، وإلغاء العمل بالمادة 87 مكرر، من القانون 11/90 ، التي تعتبر عائقا أمام كل محاولة لتحسين أجور العمال،وتجسيد أرضية المطالب المرفوعة، المتعلقة بالمنح والعلاوات، مع حسابها على أساس الجر القاعدي المتجدد، بداية من 01 جانفي 2008 ، وتعديل اختلالات القانون الخاص المجحفة في حق بعض الفئات، والإسراع في استصدار النصوص التطبيقية للقانون الخاص بعمال التربية والأسلاك المشتركة، وتطهير وزارة التربية من الأطراف التي تقف وراء الفوضى التي يعرفها القطاع والمنعكسة سلبا على العمال والتلاميذ. ودعت الاتحادية عمال التربية للمشاركة في تجمع وطني حاشد ينظم صباح افتتاح أشغال الثلاثية المقبلة، يوم 01 ديسمبر القادم، أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وفي حال عدم الاستجابة للمطالب ستلجأ الاتحادية لشن إضراب وطني ن يحدد تاريخه لاحقا.
