أكد المجاهد ياسف سعدي خلال حفل تكريمه مساء أول أمس ببومرداس بان فيلم "معركة الجزائر" هو "ملك للدولة و لكل شهداء الثورة وأبناء الجزائر لأن أفكاره الأساسية و تمويله من طرف الدولة الجزائرية". وأضاف قائد المنطقة الحرة أثناء ثورة التحرير بأن فكرة إنجاز هذا الفيلم خطرت بباله في السجن بعد الحكم عليه للمرة الثالثة بالإعدام و عزله في زنزانة بسجن سركاجي بالعاصمة لفترات طويلة بعيدا عن كل اتصال . و نظرا لطول مدة السجن و من أجل شغل النفس لتمرير الوقت يقول السيد سعدي "كنت أحاول تخزين في ذاكرتي كل الأعمال البطولية و الفدائية التي تم القيام بها رفقة مجاهدي جيش التحرير الوطني في القصبة ضد المستعمر تحضيرا لكتابة سيناريو حولها عند حين توفر القلم و الأوراق الضرورية لذلك التي كانت ممنوعة في ذلك الوقت عليهم بالسجن" . و بعد اعتلاء الرئيس شارل ديغول سدة الحكم بفرنسا و إصدار عفوه عن عدد كبير من المحكوم عليهم بالإعدام تم نقله إلى سجن الحراش يقول المجاهد سعدي رفقة مجموعة من المجاهدين و هنالك استطاع القيام بنظام اتصال سري بداخل و خارج السجن لتبادل المعلومات مع الثورة و بعد اكتشاف حراس السجن لتلك الاتصالات تم نقله رفقة مجموعة أخري من المجاهدين إلى سجن بفرنسا . و بسجون فرنسا يضيف المجاهد سعدي توفر له القلم و الأوراق بفضل إعانة أحد الأصدقاء هناك و بدأ كتابة ما خزنه في ذاكرته من أحداث الثورة طيلة تلك الفترة بداية من سنة 1948 عندما كان يشتغل بالتجارة ثم كيفية التحاقه بالعمل المسلح و العمليات التي كان يقوم بها في القصبة إلى غاية القبض عليه بعد سنة 1957 لينتهي بداية من سنة 1962 من تأليف سيناريو الفيلم تحت إسم "ذاكرة معركة الجزائر". وذكر المجاهد بأنه بعد الاستقلال توجه إلى إيطاليا التي كانت في ذلك الوقت رائدة في السينما الواقعية الجديدة عبر العالم و بإعانة من سفير الجزائر بإيطاليا في ذلك الوقت اتصل بالمخرج جيلو بونتيكورفو اتفق معه و مع السيناريست فرانكو سولوماس لإعادة كتابة سيناريو الفيلم و تم بعد ذلك توقيع العقد و دفع 80 بالمائة من تكلفة الفيلم من خزينة الدولة على أن يستكمل دفع باقي المبلغ بعد إتمام إنجاز الفيلم . و فيما يخص تمثيله لشخصه في الفيلم رغم انعدام أي تجربة له في الميدان أوضح السيد سعدي بان ذلك تم بعد مشاورات عديدة مع مخرج الفيلم الذي أقنعه بأنه هو الأليق للعب دوره مشيرا إلى أنه قبل لعب الدور بهدف حراسة و إحترام القيمة و الحقيقة التاريخية للفيلم و بفضل ذلك يضيف المجاهد سعدي تم إعادة إنجاز و بناء كل الأماكن و المواقع الحقيقية التي جرت فيها وقائع الفيلم بدقة متناهية. يذكر أنه تم بهذه المناسبة كذلك تكريم عدد من الرياضيين الذين تحصلوا على ميداليات بمختلف المشاركات الوطنية و الدولية و كذا الشباب المتحصلين على المراتب الأولى في مختلف المشاركات في الصالونات و المعارض و المسابقات الوطنية و الجهوية.