بدأت وسائل إعلام غربية، أمس، حملتها ضد الجزائر، في محاولة للزج بها في الصراع داخل ليبيا، حيث زعمت كل من»الواشنطن بوست« الأمريكية، و»الدايلي تيليغراف« البريطانية و»كوريلاديلا سيرا« الإيطالية أن الجزائر تدعم نظام القذافي عبر السماح بتجنيد مرتزقة من عناصر البوليساريو للقتال مع قواته. رغم تكذيبات الجزائر المتكررة على لسان عديد من مسؤوليها، وعلى رأسهم وزير الخارجية مراد مدلسي، وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، إلا أن بعض الأطراف التي لا يناسبها مسعى الحل السلمي في ليبيا، تسعى إلى عرقلة جهود الاتحاد الإفريقي في ليبيا من أجل كسب مزيد من الوقت لخدمة أغراضها على حساب الشعب الليبي، وهذا من خلال ترويج مزاعم حول تقديم الجزائر دعما لقوات القذافي. فبعد الإشاعات التي كان يروج لها المجلس الانتقالي الليبي والتي ادعى من خلالها أن الجزائر قد أرسلت مرتزقة جزائريين لمساعدة قوات القذافي، في محاولة منه لإقحام الجزائر في الصراع داخل ليبيا، بدأت صحف غربية، أمس، حملة إعلامية ضد الجزائر، حيث اتهمتها هذه المرة بالسماح بتجنيد مرتزقة من عناصر جبهة البوليساريو ضمن قوات القذافي، حيث نقلت صحيفة الدالي تليغراف البريطانية عن ما أسمتهم بمسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي»الناتو« أن نظام العقيد معمر القذافي قد أنفق 3.5 ملايين دولار لتجنيد المئات من المرتزقة الأفارقة لمساعدته على محاربة الثوار الليبيين، وأكدت ذات الصحيفة أن كشف مسؤولو الناتو بحسب أحد المنشقين عن النظام الليبي عن وجود 450 مسلحا من البوليساريو في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها يقاتلون إلى جانب قوات العقيد معمر القذافي. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تذكر اسمه أن نظام القذافي يدفع لكل من هؤلاء المرتزقة 10 آلاف دولار لقاء شهرين من القتال إلى جانبه، موضحة أن غالبية هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى قبيلة الصحراوي المنتشرة في الصحراء الغربية، وكانوا يقاتلون في معارك للانفصال عن المغرب كأعضاء في جبهة بوليساريو، كما ذكرت الصحيفة أن قياديين في الحكومة الليبية قد قاموا أيضا بتجنيد جماعات من المقاتلين من حركات متمردة في النيجر ومالي التي تربطهما علاقات وثيقة بنظام القذافي. أما صحيفة »واشنطن بوست« الأمريكية فقد أكدت في تقرير لجينيفر روبين أن مسؤولي حلف شمال الأطلسي، يملكون تفاصيل مفاوضات مع القذافي تتعلق بتوظيف 450 من مرتزقة البوليساريو، حيث يتقاضى المرتزقة ما مجموعه 10 آلاف دولار لكل واحد منهم، مقابل وقوفهم إلى جانب القوات الموالية للقذافي لمدة شهرين، وذكرت أنه تم توقيع هذه الصفقة خلال الشهر المنصرم قصد مواجهة المتظاهرين الذين يهددون بإسقاط النظام الليبي، مبرزة أيضا توظيف مواطنين أفارقة ومن آسيا وشرق أوروبا. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المرتزقة يهددون القوات الأميركية المنخرطة في هذا النزاع في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي، وكتبت أنه» إذا كان هؤلاء المرتزقة موجودين في ليبيا بموافقة وبمساعدة حكومات أجنبية، فيتعين أن نعمل على أن تتحمل هذه البلدان نتائج مهاجمة القوات الأميركية«. وجدير بالذكر أن هذه الاتهامات الجديدة للجزائر، جاءت بعد يوم واحد من اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لدراسة خارطة الطريق من أجل إيجاد حلول سلمية للأزمة الليبية، ولعل أكثر ما يثبت أهداف هذه الحملة الإعلامية ضد الجزائر، هو ما أدلى به مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي رمطان لعمامرة، أول أمس، عندما أكد وجود محاولات لتهميش أي حل إفريقي لهذه الأزمة.