تجتمع اليوم وزارة الصحة بممثلي الأطباء المقيمين، من أجل استئناف الحوار المباشر الذي كانت شرعت فيه معهم منذ أسابيع، وتوصلت وإياهم إلى تنصيب ثلاث لجان خاصة بالمطالب المرفوعة، قاطع أشغالها ممثلو المقيمين في وقت مبكر، وبناء على أمل أن تُبعث الأمور من جديد،قرر المجلس المستقل للأطباء المقيمين العُدول عن تنظيم المسيرة الوطنية، التي كانت مُدرجة في السياق الاحتجاجي، واكتفى فقط بإقرار اعتصام وطني يوم الأربعاء المقبل بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة. أوضح أمس الدكتور مروان سيد علي، أحد ممثلي المجلس المستقل للأطباء المقيمين، ل »صوت الأحرار«، أن الاجتماع المنعقد يوم الجمعة الماضي في وهران قرر العدول عن فكرة تنظيم مسيرة وطنية هذا الأسبوع، كان روّج لها الأطباء المقيمون كثيرا، واكتفى المجلس بإقرار تنظيم اعتصام وطني يوم الأربعاء المقبل بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة، للتعبير عن تمسك الأطباء المقيمين بالمطالب المشروعة المرفوعة للسلطات العمومية ، والتنديد بما لقوهُ من قمع، ومحاولات إذلال في المسيرة الأخيرة بالعاصمة. وحسب محدثنا فإن المجلس المستقل للأطباء المقيمين تلقّى مكالمة هاتفية من وزارة الصحة، تدعوه فيها للاجتماع نهار اليوم في مقر الوزارة بداية من الساعة الثالثة زوالا، من أجل استئناف الحوار الثنائي ، الذي كانت باشرته معه منذ أسابيع، وأثمر عن تنصيب ثلاث لجان مختلطة، قرر المجلس انسحابهُ منها فيما بعد. وبالمناسبة أعرب الدكتور مروان عن استنكاره الشديد، وأسفه العميق لما حدث للأطباء المقيمين في المسيرة الأخيرة، وما أصابهم مثلما قال من ضرب واستفزاز، وهم يعتبرون أنفسهم شطرا من نخبة شباب الجزائر. وقال: حركتنا الاحتجاجية انطلقت في 7 مارس الماضي، وحتى هذه اللحظة مطالبنا لم تُلبّ، ووزارة الصحة مع السلطات العمومية الأخرى لم تكتف بعدم الاستجابة لمطالبنا وبالاستفزاز والتهديد فقط، بل وصلت بهم الجرأة إلى ضرب الطبيب وهو يرتدي مئزره. وفي سياق التنديد بهذا العنف، الذي سُلّط على الأطباء المقيمين،ندد الدكتور مروان بالعنف الذي تعرض له مصور يومية الخبر، وهو يلتقط صوره للأطباء بصفة قانونية. وحيّا في نفس الوقت المصور، وأعرب عن تأسفه لحصول هذا العنف للمصور، وهو يلتقط صور الحقيقة،عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة. ونفى الدكتور مروان أن يكون الأطباء المقيمون هددوا بالهجرة إلى الخارج، وإن قالها أحد الأطباء في حالة غضب، فهو يُعبّرُ عن نفسه وكلامهُ يلزمه وحدهُ، ذلك وفق ما أضاف أن جميع الأطباء المقيمين متمسكون بالعمل في الجزائر والبقاء فيها، حتى يتمّ إصلاح المنظومة الصحية، وقال: المسؤولون عن الفشل هم الذين عليهم أن يذهبوا ويهجروا، وليس نحنُ الأطباء. وردا عما جاء على لسان الوزير بخصوص الاستقالة الجماعية للأطباء المقيمين، قال الدكتور مروان: نقول له ،رغم كل ما قمنا به ، بداية من يوم7 مارس الماضي حتى يومنا هذا، مشاكلنا لم تُحلّ، ونحن بهذه الاستقالة الجماعية نفضّل وضع مستقبلنا في خطر، على أن نوضع حياة المريض في خطر بتوقيفنا للحد الأدنى من الخدمات الصحية. وفيما يتعلق بمسألة التنسيق الاحتجاجي فيما بين الأطباء المقيمين والأطباء العامين والأخصائيين والصيادلة وجراحي الأسنان، التي طرحها مؤخرا الدكتور يوسفي محمد، رئيس نقابة الأخصائيين، والدكتور الياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، قال ممثل الأطباء المقيمين: البث في هذا الأمر يعود أساسا للمجلس المستقل للأطباء المقيمين، وسوف نجتمع وإياهم، وطبيعي أن ننسق معهم، لأننا ننتمي إلى عائلة واحدة، هي عائلة الصحة، وانشغالاتنا ومطالبنا هي في أغلبها مطالب وانشغالات مشتركة، وهي كلها في خدمة المريض، وقطاع الصحة والوطن عموما.