يجتمع اليوم أعضاء المجلس المستقل للأطباء المقيمين، ويُنتظرُ أن يقرروا تنظيم اعتصام احتجاجي يوم الثلاثاء القادم أمام مقر وزارة التعليم العالي، وآخر يوم الأربعاء أمام مقر رئاسة الجمهورية، زيادة عن تنظيم مسيرات سلمية الأسبوع المقبل في كل من قسنطينة، وهران وعنابة، ويأتي هذا عقب اعتصام أول أمس بالعاصمة، الذي تزامن مع اعتصام آخر نظمته نقابة ممارسي الصحة العمومية أمام مقر رئاسة الحكومة. من جديد، يلتقي نهار اليوم أعضاء المجلس المستقل للأطباء المقيمين، في اجتماع طارئ لدراسة جملة من الاقتراحات المحالة عليهم، التي أقروها في اعتصام أول أمس بمستشفى لمين دباغين بباب الواد في العاصمة، وباقي الاعتصامات الجهوية الأخرى، ويُنتظر حسب ما هو متفق عليه منذ أيام أن يقرر المجلس المستقل تنظيم اعتصام يوم الثلاثاء أمام مقر وزارة التعليم العالي، على أن يليه اعتصام آخر يوم الأربعاء أمام مقر رئاسة الجمهورية، ويُتبع في الأسبوع الذي يليه بمسيرات سلمية للمقيمين في كل من قسنطينة، وهران وعنابة. ويأتي هذا في الوقت الذي يتواصل فيه الإضراب المفتوح الذي دخلوا فيه منذ 7 مارس المنصرم، الذي شُلّت بموجبه 10مستشفيات ومراكز استشفائية جامعية بالمدن الكبرى، إلا من الحد الأدنى من الخدمات الصحية. وحتّى هذه اللحظة مازال الأطباء المقيمون متمسكون بمطالبهم المهنية الاجتماعية والبيداغوجية المرفوعة، وفي مقدمتها مطلب إلغاء الخدمة المدنية، ومساواتهم بغيرهم من الجزائريين الآخرين إزاء الخدمة الوطنية، وقد عبّروا عن ذلك في الاعتصامات التي نظموها أول أمس بالمستشفيات، وفي مقدمتها مستشقى محمد لمين دباغين في باب الواد بالعاصمة، )مايو سابقا(، حيث شهد مشاركة أعداد هائلة من الأطباء المقيمين العاملين بمستشفيات العاصمة ومراكزها الاستشفائية الجامعية، جزء كبير منهم من الطبيبات المقيمات، تجمّعوا داخل المستشفى بالقرب من مديريته بداية من الساعة الحادية عشر صباحا، وانطلقوا في مسيرة رمزية داخل المستشفى انتهت بهم إلى خارجه عبر المدخل الرئيسي السفلي، أين توقفوا بكل نظام واصطفاف، بحرص كبير من زملائهم المنظمين على حافة الشارع الذي يمر أمام المستشفى، وبعد حوالي ساعة من الهتافات والتصفيقات والشعارات الاحتجاجية، واصلت المسيرة السلمية الرمزية طريقها نحو نقطة الانطلاق، عبر المدخل العلوي للمستشفى، في غياب أي تواجد ملحوظ بالكثافة المتعارف عليها لقوات الشرطة. وفي ساحة الاعتصام ألقى الدكتور إيلاس محمد نذير، العضو القيادي بالمجلس المستقل كلمة أوضح فيها أنهم معتصمين هنا بمستشفى بطل ثورة التحرير الوطني محمد لمين دباغين، الذي هو طبيب كبير، ويشرفنا أن يكون هذا البطل من شريحة الأطباء، التي هي شريحتنا. وقال إيلاس، مثلما قال زميله القيادي في المجلس المستقل الدكتور مروان سيد علي، أن المقيمين مُصرّين على مواصلة الاحتجاجات، حتى تُلبّى كافة المطالب المرفوعة. وعلى مستوى آخر وبشكل موازي، نظمت أول أمس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية اعتصاما وطنيا احتجاجيا أمام مقر الوزير الأول بقصر الحكومة وسط العاصمة، وقد رفعوا هم من جهتهم شعارات قوية إلى الوزير الأول، ونددوا بهذا التماطل غير المبرر المضروب على مطالبهم المشروعة، التي تتلخّص أساسا في مراجعة القانون الأساسي الخاص ونظام المنح والتعويضات، والخارطة الصحية التي أُقرّت بعشوائية، وتسببت في إهدار آلاف الملايير، ولم تُقدّم للقطاع سوى المزيد من التفتيت والتشرذم وبعثرة الإمكانيات البشرية والمادية والمالية.