تفادت عضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط الخوض في الجدل القائم بين كل من لويزة إيغيل وياسف سعدي بخصوص ماضيهما الثوري بعد أن تبادلا الاتهامات في الفترة الأخيرة إلى درجة لم يتوان الواحد منهما في التشكيك في حقيقة جهادهما، حيث اكتفت بالإشارة إلى أن ما يجري لا يمكن أن يخدم الجزائر ولا ثورة التحرير بأي شكل من الأشكال. أظهرت زهرة ظريف بيطاط استياء بالغا مما يجري بين أحريز وسعدي، وقالت بالحرف الواحد »ليس لديّ ما أقول بهذا الخصوص.. إنهم بذلك يخدمون مصالح المستعمر القديم.. هذا فقط ما أملكه لأقوله لكم لا أكثر ولا أقل«. وأشارت المتحدثة في تصريح مقتضب للصحفيين أمس على هامش جلسة لمجلس الأمة إلى أنها غير راضية مما يحصل وهو ما عبّرت عليه عندما تابعت حديثها »إنهم يضحكون علينا الآن« في تلميح منها إلى الفرنسيين. وعلى الرغم من أن المجاهدة لويزة إيغيل أحريز حاولت إقحام زهرة ظريف بيطاط في صراعها مع ياسف سعدي عندما اتهمتها هي الأخرى بتزويد ضباط فرنسيين بمعلومات عن بعض قياديي الثورة أثناء استنطاقها، إلا أن الأخيرة تحاشت الحديث عن الأمر رغم إلحاح الصحفيين عليها بتقديم توضيحات إضافية وبدت كثير التحفظ بهذا الخصوص، مثلما تركت الانطباع بأنها لا تريد توريط نفسها في هذا الجدل خصوصا وأنها تشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمة. وفي أعقاب تشكيك ياسف سعدي في ماضيها الثوري، فإن المجاهدة لويزة ايغيل أحريز ردّت أنه بعد إصابتها وجرحها في جبال الولاية الرابعة في المنطقة الثانية خلال تبادل لإطلاق النار في شهر سبتمبر1957، حينما كان عمرها 21 عاما، تمّ نقلها إلى المستشفى بعدما أن أصيبت إصابة بالغة ثم حُوّلت إلى التعذيب في مقر الوحدة العاشرة للمظليين التابعة للجنرال »ماسو« حيث تعرضت إلى الاستنطاق والاغتصاب طيلة 3 أشهر على يد النقيب »غرازياني« الذي كان مقرّبا من الجلاد الجنرال السفاح «بول أوساريس». وأشارت المتحدثة إلى أنه خلال استنطاقها من طرف »غرازياني« تحدث إليها بصورة حديثة يظهر فيها ياسف سعدي وهو يكتب على ورقة اعترافاته وهو يضع رجلا على أخرى في وضعية استرخاء، وقال لها النقيب الفرنسي: »لماذا لا تعترفين ولأجل من تواصلين الصمود وتكابرين«، وحسب شهادتها فقد تابع »لقد أخبرنا زملائك ممن ألقينا القبض عليهم قبلك بكل شيء بل وقدموا لنا معلومات بكل بساطة بدون أن نطلب ذلك.. فماذا تنتظرين كي تخبرينا أنت أيضا؟« في إشارة إلى ياسف سعدي.