قال وزير التربية الوطنية إن إعداد مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا 2011 سيكون استنادا إلى البرامج البيداغوجية التي تم تدريسها والتي استكملت بنسبة 90 بالمائة، معلنا من جهة أخرى عن تقليص الوتيرة المدرسية التي تسير وفقها المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي بثلاثة ساعات في السنوات الثلاث الأولى، وساعتين بالنسبة للسنتين الرابعة والخامسة. تشرع الثانويات، ابتداء من يوم غد، في نشر عتبة الدروس التي سيتم أخذها بعين الاعتبار في إعداد مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا مادة بمادة، حتى يتسنى للتلاميذ المقبلين على هذه الخطوة المصيرية التعرف على الدروس التي من المحتمل أن تشملها أسئلة الامتحانات، وكان وزير التربية الوطنية قد أكد خلال ترأسه أشغال اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة تطبيق البرامج، أول أمس، أن اللجنة حددت عتبة البرامج البيداغوجية التي توقفت بتاريخ 12 ماي بنسبة 90 بالمائة من مجموع البرنامج، والتي قال إنها ستنشر ملصقات على مستوى الثانويات. من جهة أخرى قال بن بوزيد إن قرارات الوزارة »جاءت لتطمئن التلاميذ الذين يزاولون دارستهم بتلك المؤسسات القليلة التي لم تتمكن من إنهاء المقرر وتزيد من ثقة التلاميذ المتمدرسين بغالبية المؤسسات التي أنهت المقرر عن آخره«، موضحا أن الاستقرار الذي ميّز هذا الموسم الدراسي »مكّن من تطبيق البرنامج بنسبة لم يتم تحقيقها من قبل«، كما أشار إلى أن الوقوف على مدى التدرج في تطبيق البرامج على مستوى كل ثانوية هو إجراء عمدت وزارة التربية إلى إدراجه في إطار عملية الإصلاح، مؤكدا أن الغرض من هذا الإجراء هو »التأكد من أن جميع المترشحين المقبلين على امتحان بأهمية امتحان شهادة البكالوريا قد تلقوا نفس الدروس بنفس الحجم وبنفس الوتيرة حتى يكون لهم نفس الحظوظ يوم الامتحان«. وفي سياق حديثه عن قرارات الوزارة الرامية إلى ضمان السير الحسن لهذا الامتحان المصيري، أوضح بن بوزيد أن مجمل التلاميذ سيستفيدون من فترة شهر كامل لمواصلة التحضير لهذا الامتحان والاستعداد له على أحسن وجه، وأن المؤسسات المدرسية ستظل مفتوحة لهذا الغرض، كما سيبقى الأساتذة مجندين طوال هذه الفترة المخصصة للتحضير والمراجعة، كما أوضح أنه وعلى غرار السنة الماضية يمكنهم الاختيار من بين موضوعين اثنين في كل مادة يمتحنون فيها كما تمنح لهم نصف ساعة إضافية زيادة على الوقت المقرر لمعالجة المواضيع. وعلى صعيد آخر، قال بن بوزيد إن وزارة التربية قررت تقليص الوتيرة المدرسية التي تسير وفقها المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي، كمرحلة أولى، وذلك بمعدل ثلاث ساعات في السنوات الأولى والثانية والثالثة وساعتين بالنسبة للسنتين الرابعة والخامسة، بعد »الأخذ بعين الاعتبار شكاوي بعض الشركاء الاجتماعيين بما فيهم أولياء التلاميذ بخصوص كثافة البرامج الدراسية وعدم مواكبة التلاميذ لها وقرر بالتالي تخفيف الحجم الساعي في الطور الابتدائي ما بين ساعتين وثلاثة ساعات«. وعلى هذا الأساس فإن الدراسة اليومية ستتم ابتداء من الدخول المدرسي القادم إذا ما تم الإجماع على ذلك مع الشركاء الاجتماعيين من الساعة الثامنة إلى الحادية عشر صباحا ومن الساعة الواحدة إلى الثانية والنصف ظهرا، حيث يشار إلى أن الحجم الساعي يتراوح حاليا وتجسيدا لسياسة الإصلاح ما بين 24 و25 ساعة في الأسبوع بعدما كان 30 ساعة في مرحلة ما قبل الإصلاح. كما ذكر الوزير أن اللجنة المنصبة لهذا الغرض انتهت من عملها بنسبة كبيرة وتقوم حاليا باستشارة الشركاء الاجتماعيين للبت نهائيا في الأمر خلال الاجتماع المزمع عقده يوم الخميس 19 ماي. وبالمقابل شدد بن بوزيد على أن التخفيف من الحجم الساعي للدراسة »لا يعني المساس بالمعارف الأساسية التي تعطى للتلميذ«، مشيرا إلى أن اللجنة المختصة تقوم بدراسة مدققة في هذا المجال ودون تسرع لأن الأمور تعني أمورا جوهرية تمس بمستقبل أبنائنا وبمصداقية النظام التعليمي