يستعد الفلسطينيون لإحياء الذكرى ال63 للنكبة في ظرف استثنائي يتميز بما تشهده المنطقة من ثورات شعبية مطالبة بالإصلاحات السياسية، بينما اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة تدابير أمنية وعسكرية لمتابعة الموقف. وتجري الاستعدادات في الأراضي الفلسطينية وداخل الخط الأخضر وفي صفوف الفلسطينيين في الخارج من أجل إحياء ذكرى النكبة التي تحل الأحد المقبل. وأفادت مصادر في القدس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استبقت إحياء ذكرى النكبة بفرض سلسلة إجراءات أمنية وعسكرية بدأت أمس. وتشدد سلطات الاحتلال إجراءاتها لمنع وصول المواطنين ممن تقل أعمارهم عن ال45 عاما من دخول البلدة القديمة والصلاة في الأقصى المبارك. كما أشارت مصادر إلى أن الاحتلال قرر اتخاذ الإجراءات الأمنية في كافة مناطق الضفة الغربية وخاصة قرب مدينة القدسالمحتلة، في حين قرر المستوطنون الوقف في الحواجز العسكرية على مشارف مدن الضفة والتلويح بالأعلام الإسرائيلية إلى يوم الأحد. ولفتت ذات المصادر إلى أن فلسطينيي الخط الأخضر أحيوا ذكرى النكبة في العاشر من الشهر الجاري تزامنا مع احتفال إسرائيل بما تعتبره يوم قيامها، انطلاقا من قناعتهم بأن يوم إعلان دولة إسرائيل هو يوم نكبة الفلسطينيين. وأضافت مصادر في الناصرة، أن فلسطينيي الداخل سيواصلون إحياء ذكرى النكبة بتنظيم سلسلة أنشطة ثقافية واجتماعية وتربوية للتذكير بالنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني قبل 63 عاما ولا تزال تداعيات قائمة. وتبدأ فعاليات إحياء ذكرى النكبة في الضفة الغربية يوم غد الأحد عند الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي بإطلاق صافرة لدقيقتين، تتلوها مراسم وضع أكاليل من الزهور على قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله. وفي خضم الاستعدادات لإحياء تلك الذكرى ترددت في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات إلى انتفاضة ثالثة في إحياء ذكرى النكبة. ويتوقع أن ينظم الفلسطينيون مسيرات عودة نحو الخط الأخضر لتذكير العالم بأسره بما حل بالفلسطينيين من تهجير وإبعاد واقتلاع من أراضيهم على أيدى الاحتلال الإسرائيلي. وتتخوف سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أن تتطور ذلك المسيرات التي ستنطلق من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى حد إطلاق شرارة انتفاضة ثالثة. وتحسبا لذلك أفادت صحف إسرائيلية أن سلطات الجيش عززت قواتها في الضفة الغربية بعدة كتائب من سلاح المشاة ووسائل متطورة لتفريق المتظاهرين. وفي الجوار الفلسطيني يتوقع انطلاق مسيرة بين ميدان التحرير في القاهرة وقطاع غزة يومي السبت والأحد للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين. وقد طلبت الداخلية المصرية من منظمي تلك المسيرة إلغاءها نظراً لما وصفها مصدر في جهاز الأمن بالأوضاع الحساسة السائدة حاليا. وتحل ذكرى النكبة في ظرفية استثنائية بالعالم العربي الذي يشهد موجة ثورات شعبية تطالب الإصلاحات السياسية تكللت بسقط نظامي الحكم في مصر وتونس، بينما تتواصل الاحتجاجات في اليمن وسوريا. كما تحل ذكرى النكبة بعد نحو عشرة أيام من توقيع اتفاقية مصالحة فلسطينية أنهت أكثر من أربع سنوات من الانقسام الداخلي بسبب الخلافات الحادة بين حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيتين.