وجه القائد الليبي معمر القذافي أول أمس تحديا جديدا ل»الناتو« بتأكيده أنه يتواجد في مكان لا يمكنهم اللحاق به مفندا بذلك أخبار إصابته في إحدى الغارات المستهدفة لمواقعه، فيما تمكن »الثوار« في ليبيا أمس من بلوغ مشارف مدينة زليتن بعد قصف مكثف لطائرات الناتو على مواقع يفترض أنها تابعة لكتائب معمر القذافي في بوابة الدفينة، مما أدى لانفجارات في مخازن للذخيرة هناك، كما هزت أربعة انفجارات قوية طرابلس فجر أمس السبت. وكان القذافي قال في رسالة صوتية عبر التلفزيون الحكومي أول أمس الجمعة إنه في مكان آمن، وذلك بعد ساعات من تقرير إيطالي عن أنه غادر طرابلس على الأرجح، وربما يكون أصيب في ضربات جوية لحلف الأطلسي. وقال القذافي في رسالته »أقول للجبناء الصليبيين إنني أصلا في مكان لا تستطيعون الوصول إليه وقتلي فيه«. وأدان القذافي »الهجوم الغادر الجبان على باب العزيزية« -حيث يوجد مجمعه في العاصمة طرابلس- الذي وقع الخميس الماضي وأدى إلى مقتل ستة أشخاص، حسبما أفاد به مسؤولون ليبيون والتلفزيون الرسمي. وبعد إذاعة كلمة القذافي، هز انفجاران قويان منطقة تاجوراء في شرق العاصمة طرابلس، وارتفعت على إثرهما أعمدة الدخان في سماء المنطقة، وذلك بعد تحليق كثيف لطائرات الناتو، حسبما أفاد بذلك شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. وقد وقعت أربعة انفجارات قوية في وقت مبكر من صباح أمس بوسط العاصمة الليبية طرابلس. ولم يتسن على الفور تحديد أهداف الانفجارات أو الخسائر الناجمة عنها. وكان مصدر عسكري ليبي أعلن أول أمس الجمعة أن 16 مدنيا على الأقل قتلوا وجرح 45 آخرون في ضربة جوية شنتها طائرات الناتو على مدينة البريقة في شرق ليبيا التي تسيطر عليها كتائب القذافي. لكن الناتو أعلن أن الغارة التي شنها على البريقة »استهدفت حصنا للقيادة والتحكم«. ونقل عن الحلف في بيان »نعرف الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين فيما يتعلق بهذا الهجوم، وعلى الرغم من عدم استطاعتنا التأكد بشكل مستقل من صدق هذا الادعاء، فإننا نأسف لمقتل أي مدنيين أبرياء عند حدوث ذلك«. وأوضح البيان أن المبنى الذي قصف تم تحديده بوضوح على أنه مركز للقيادة والتحكم. وكان التلفزيون الرسمي الليبي عرض يوم الجمعة مشاهد لتسع جثث على الأقل بها عدة إصابات وملفوفة في بطانيات، مشيرا إلى أن الهجوم وقع عند الفجر، وأن معظم الضحايا علماء دين تجمعوا لحضور احتفال ديني. ومن ناحية ثانية قال التلفزيون الرسمي الليبي إن بوارج حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي أصابت مراكز لجمعية الهلال الأحمر عندما قصفت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار منذ أول أمس الجمعة. وقال التلفزيون في شريط الأخبار »قصف بحري أطلسي بربري يستهدف مراكز الهلال الأحمر بمصراتة«. ولم يعط مزيدا من التفاصيل. وقال التلفزيون في وقت سابق يوم الجمعة إن البوارج أصابت المناطق الغربية من مصراتة وضواحي مدينة زليتن القريبة. لكن مسؤولا في الناتو قال إن الحادث الوحيد الذي يعلم أن بوارج الحلف شاركت فيه بالمنطقة هو تبادل لإطلاق النار مع قوات حكومية الخميس الماضي ، بعد تحرك السفن لاعتراض هجوم لزوارق صغيرة على مصراتة.