واصلت الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي قصف مصراتة غربي ليبيا مستهدفة أنحاء مختلفة من المدينة التي يسيطر عليها الثوار، بينما أعلن التلفزيون الحكومي أن طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي شنت غارات على مدينة سرت والعاصمة طرابلس. ونقل عن باحثة بمنظمة العفو الدولية أن القوات الأمنية قصفت المنطقة الواقعة شمال غربي وسط المدينة، مشيرة إلى أن القصف يجري من مسافة قريبة جدا وأنها شاهدت ضحايا ينقلون إلى المستشفيات. وقالت مصادر إن الكتائب تقوم بالقصف العشوائي عبر راجمات وصواريخ غراد ومدافع الهاون والدبابات بعد أن أفشل الثوار كل محاولاتهم دخول المدينة. وأضافت أن المعارك المباشرة تدور في شارع طرابلس الذي يدور صراع مرير للسيطرة عليه، مشيرة إلى أن الثوار مصممون على الاستبسال عن المدينة وتحرير كامل ترابها من الكتائب. وكان مصدر طبي ذكر أن 15 شخصاً قتلوا أول أمس بمعارك شارع طرابلس. بينما أفادت إدارة مستشفى مصراتة بأن المعارك بالمدينة أسفرت عن سقوط نحو ألف قتيل وثلاثة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين.كما أعلن الثوار من جهتهم عن أسر ثلاثين فرداً من كتائب القذافي, وحرق 31 دبابة. وقد تم نشر صور لمعركة حامية الوطيس وقعت أول أمس بين الثوار وكتائب القذافي داخل إحدى المدارس بمنطقة كرزاز في مصراتة، حيث تمكن الثوار من دحر الكتائب وكبدوها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد. وبدوره اتهم قائد العمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا قوات للقذافي بالاختباء بالمستشفيات وإطلاق النار على المدنيين من أسطح المساجد في مصراتة. ومن جهة أخرى قال مصدر من الثوار وشهود عيان بليبيا إن 110 أشخاص قتلوا خلال ال48 ساعة الماضية بينهم ثوار ومدنيون بقصف شنته كتائب القذافي بمنطقة جبل نفوسة. وواصلت الكتائب قصف مداخل مدينة نالوت الواقعة بالمنطقة، وذكر أطباء بالمدينة أن الإصابات سببها القصف بالقنابل العنقودية. كما قال سكان بمدينة الزاوية إن كتائب القذافي تجبر المواطنين على إرسال أبنائهم للمدارس، وتهدد المعلمين والمعلمات من أجل الحضور. وفي أجدابيا، قصفت قوات التحالف قافلة لكتائب القذافي مكونة من 25 سيارة قرب منطقة مريرقابس. ومن جهته ذكر التلفزيون الحكومي أن طائرات تابعة للناتو شنت أمس غارات على مدينة سرت وعلى العاصمة طرابلس. وأضاف أن المدينتين تعرضتا الساعات الأولى من صباح أمس لما وصفه بالعدوان الاستعماري الصليبي. وتابع أن الحلف قصف أيضا منطقة الهيرة بمدينة العزيزية قبل قليل، دون ذكر المزيد من التفاصيل. ومن جهته ذكر بيان للناتو أن الغارات الجوية الليلة ما قبل الماضية استهدفت البنية التحتية للاتصالات ومقر قيادة اللواء 32 على بعد 10 كلم جنوبي طرابلس. وقال قائد عمليات الحلف الجنرال تشارلز بوتشارد في بيان إن الناتو يواصل حملته لإضعاف قوات القذافي وإيقاف هجماتها المستمرة على المدنيين. وعلى صعيد متصل قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عقب لقائه رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إن القتال الدائر هناك أسفر عن سقوط عشرة آلاف قتيل و55 ألف جريح.