علا أزيز الطائرات الحربية الليبية، أمس، في سماء عدد من المدن الليبية التي تعرضت لقصف جوي عنيف، فيما شهدت مدن الزاوية ورأس لانوف وأجدابيا والبريقة اشتباكات عنيفة بين الكتائب الموالية للقذافي والثوار، وكانت الحصيلة عشرات القتلى والجرحى في أكثر الأيام دموية منذ بدء الانتفاضة ضد نظام القذافي في 17 فيفري الماضي. وصلت الثورة ضد العقيد معمر القذافي إلى أحياء العاصمة طرابلس، وشهد حي ''تاجوراء'' في ضواحي العاصمة مسيرة نظمها المئات من الليبيين تأييدا للثورة ضد القذافي والمطالبة بالإطاحة به، وقام المتظاهرون بإحراق العلم الليبي الرسمي، وأطلقت قوات الأمن الليبية القنابل المسيلة للدموع على المحتجين وإصابة عدد منهم. كما تم إلقاء القبض على حوالي 70 شخصا، وأغلقت السلطات الليبية عددا من المساجد في العاصمة لمنع المصلين من التجمع فيها، ومنعت السلطات الصحافيين الأجانب الذين قدموا إلى ليبيا بدعوة من سيف الإسلام القذافي من مغادرة الفنادق، بحجة أنهم قد يكونون هدفا لعناصر القاعدة، وفرضت عليهم أن يستقلوا حافلات رسمية تقودهم إلى مواقع تختارها السلطات الليبية. ميدانيا قصفت طائرة تابعة لكتائب القذافي قاعدة ''هنية'' العسكرية التي يسيطر عليها الثوار في مدينة أجدابيا التي تقع شرق العاصمة طرابلس، وقال حسن فرج الذي يحرس مستودعا للذخيرة في القاعدة إن طائرة عسكرية قصفت القاعدة بهدف تدمير مخازن الذخيرة، لكن القذائف سقطت خارج أسوار القاعدة دون وقوع خسائر بشرية أو مادية. وتعرضت بلدة البريقة الإستراتيجية الواقعة غرب مدينة أجدابيا، والتي تخضع لسيطرة الثوار، لقصف جوي عنيف من قبل طائرات عسكرية حاولت أن توفر غطاء جويا للكتائب الموالية للقذافي، بهدف التقدم إلى البلدة، لكنها جوبهت برد عنيف مكن قبل الثوار، ما أدى إلى مقتل 16 شخصا. وشنت طائرات القذافي غارة جوية على ميناء البلدة التي تعد ثاني أهم ميناء لتفريغ النفط في البلاد. وتشير التقارير إلى أن مجموعات كبيرة من الثوار بدأت تتجمّع في قرية ''عقيلة'' الصغيرة على بعد حوالى عشرين كلم من مدينة البريقة، بهدف إعادة تنظيم صفوفهم، وإبعاد قوات القذافي عن مدينة البريقة. وفي مدينة الزاوية القريبة من طرابلس ب43 كلم، قال مصطفى غرياني، المتحدث باسم ائتلاف 17 فيفرى، إن الجيش الليبي شن هجوما طويلا بالمدفعية على مدينة الزاوية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، واندلعت اشتباكات عنيفة عند أحد أطراف مدينة الزاوية بين الثوار والقوات الموالية للقذافي استعملت فيها القذائف والأسلحة الثقيلة، وحاولت قوات القذافي استعادة المدينة التي كان الثوار يسيطرون على بواباتها الأربع، غير أن المعلومات ظلت متضاربة بين بقاء سيطرة الثوار عليها، وبين استعادة القذافي للسيطرة عليها، بحسب ما أفادت به القناة الأولى في التلفزيون الليبي. وفي مدينة رأس لانوف على الساحل الليبي أعلن الثوار سيطرتهم على مطار المدينة النفطية التي تبعد 660 كلم شرق طرابلس. وقال متحدث باسم الثوار المسلحين إنهم باتوا على مقربة من مشارف رأس لانوف، وقال الثوار إنهم أطلقوا صواريخ وقذائف على قاعدة عسكرية تتواجد بها كتائب القذافي التي ردت بإطلاق صواريخ غراد على الثوار ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. وقال أحد قادة الثوار ''إننا نحاول التقدم خطوة خطوة باتجاه كتائب القذافي لدفعها إلى التراجع وإخراجهم من المدينة وتحريرها''. وفي مدينة مصراتة التي تبعد 150 كلم شرق طرابلس شنت قوات موالية للقذافي هجوما بالأسلحة الثقيلة، واستعانت بمروحيتين في محاولة لاستعادة المدينة. وفي بنغازي معقل الثورة أدى حوالي خمسة آلاف شخص صلاة الجمعة أمام محكمة بنغازي بعد خطبة وعد فيها الإمام بالنصر القريب، ودعا فيها الليبيين إلى التمسك بالثورة ودعم الثوار.