محمود قمامة أحد أعيان قبيلة تايتوق الترقية وعميد أمناء محافظات حزب جبهة التحرير الوطني، منصب ظل يشغله منذ سنة 1988، بسبب تمسك المناضلين به على رأس المحافظة والتفافهم حوله، قمامة من القلائل الذين يرفضون المناصب التعيينية ويفضل في كل مرة العودة إلى المناضلين في القواعد لتزكيته. الحديث عن الأفلان في ولاية تمنراست يقود حتما إلى الحديث عن محمود قمامة الذي وقع عليه الإجماع مجددا لتولي منصب أمين محافظة تمنراست من قبل مناضلي الحزب وإطاراته، منصب ظل يشغله منذ سنة 1988، وظل معه الحزب العتيد محافظا على استقراره في هذه الولاية، استقرار صنعته شخصية قمامة التي زاوجت بين التكوين السياسي والعسكري، فقد عرف عنه الانضباط والصرامة في تطبيق القوانين والتعليمات الحزبية. فقد التحق قمامة بجيش التحرير الوطني سنة 1960 رغم حداثة سنه آنذاك، ودخل تمنراست يوم الاستقلال رافعا العلم الوطني كأصغر جندي على رأس فوج الشرف، لينتقل بعدها إلى العاصمة وينضم إلى الجهاز الوطني للأمن في عهد الرئيس بن بلة، ليعود مجددا إلى تمنراست سنة 1973 ويجمع بين العمل السياسي في مكتب قسمة الأفلان وبين العمل العسكري إلى غاية سنة 1978 حيث تولى منصب أمين قسمة تمنراست، وعضو لجنة مركزية منذ سنة 1982 إلى يومنا هذا، ما عدا الفترة بين المؤتمرين الثامن والتاسع التي تولى خلالها عضوية المجلس الوطني، وعضو المكتب السياسي مكلف بالتنظيمات الجمعوية مرتين. وإلى جانب المسؤوليات السياسية الحزبية فقد انتخب قمامة لثلاث عهدات متتالية في المجلس الشعبي الوطني، منذ تشريعيات 1997 وإلى غاية اليوم، كما فاز في الدور الأول لتشريعيات 1991 الملغاة، ويذكر قمامة أنه وبعد ترشحه للتشريعيات طلب من قيادة الحزب آنذاك إعفاءه من منصب أمين المحافظة، وبعد توقيف المسار الانتخابي اجتمع أمناء القسمات وطلبوا عودته إلى المحافظة وهددوا بالاستقالة الجماعية بعد رفضه، واضطر للعودة بعدما أصرّ عليه المناضلون، هو المنصب والمسؤولية التي تذهب إلى قمامة ويزهد فيها بينما يطلبها ويسعى إليها آخرون. أكثر من 20 سنة على رأس محافظة تمنراست، جعلتنا نتساءل عن الوصفة التي نجح من خلالها قمامة في جعل المناضلين يلتفون حوله، وصفة لخصها لنا المتحدث في تطبيق القانون الأساسي للحزب والقانون الداخلي وتعليمات القيادة وجمع المناضلين بانتظام للاستماع إلى انشغالاتهم والتقييم الدوري لأداء المنتخبين. كما يحسب لقمامة تجربة فريدة في الحزب العتيد يقول إنه فخور بها وقدمت للحزب الكثير وهي استحداث قسمات للنساء في تمنراست، التي تحصي 10 قسمات للرجال ومثلها للنساء بعد مقترح رفعه للمكتب السياسي في عهد عبد الحميد مهري. قمامة يرفض المناصب التعيينية ويصرّ دوما أن يمرّ عبر القواعد وبانتخاب من المناضلين، الأمر الذي يجعله في كل مؤتمر يرفض عضوية اللجنة المركزية عبر القائمة الوطنية ويصرّ أن يكون اختياره من قبل المناضلين.