أعلن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، عن إجراءات جديدة قال إنها كفيلة بمواجهة ظاهرة ندرة الصكوك البريدية على مستوى مكاتب مؤسسة »بريد الجزائر«، حيث ذكر من بينها إعادة العمل بنظام 25 شيكا في دفتر الصكوك البريدية، داعيا المواطنين إلى ضرورة الاعتماد على الموزعات الإلكترونية عن طريق استعمال بطاقات الدفع المغناطيسية. أورد موسى بن حمادي عند حديثه بمجلس الأمة عن إشكالية ندرة دفاتر الصكوك البريدية، أن المشكل يكمن في »عدم التكيف السريع للمواطنين مع البطاقات الإلكترونية الموضوعة تحت تصرفهم في بداية انطلاق العملية«، كما برّر تفاقم هذه الظاهرة ب »الاستعمال المفرط للصكوك البريدية خصوصا في بعض المعاملات التجارية المعتمدة على الدفع بالتقسيط التي يفضلها الكثير من التجار«. وفي سياق إبرازه طبيعة التدابير التي اتخذتها مؤسسة »بريد الجزائر« لتدارك الوضع، أفاد وزير البريد أن الأخيرة عملت ابتداء من السداسي الأول من العام الماضي على توزيع دفاتر الصكوك البريدية المتكونة من 25 صكا وقام بالموازاة باقتناء أربع آلات حديثة لإنجاز الصكوك البريدية، معلنا بالمناسبة أنه سيتم إصدار حوالي 40 ألف دفتر صك بريدي يوميا بصيغة 25 صكا. وبرأي ذات المسؤول فإنه بفضل هذا الإجراء »ستتم الاستجابة لكل طلبات الزبائن المقدمة عن طريق البريد العادي أو الالكتروني أو الانترنيت أو موزع الصوت أو الموزعات الآلية للأوراق النقدية أو عن طريق الشبابيك في ظرف سبعة أيام«، مستطردا من جانب آخر أن هذا التقدم الذي أحرزه القطاع في مجال تقديم الخدمات للمواطنين »لا يعني أنه في حالة مثالية« خصوصا في بعض الولايات التي لا تزال تعاني من التأخر في توفير دفاتر الصكوك البريدية، مرجعا ذلك إلى »عدم إعلام المواطنين المعنيين بتوفرها على مستوى المكاتب البريدية في الوقت المناسب«. أما بخصوص سؤال يتمحور حول مدى إمكانية إلزام مؤسسة »موبيليس« للهاتف النقال بالتعامل بالصكوك البريدية مع زبائنها، فقد جاء على لسان بن حمادي أن المتعامل يسمح لزبائنه باختيار وسيلة الدفع التي تناسبه، مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا تطبيق الدفع عن طريق البطاقات الإلكترونية من خلال الانترنيت، وأضاف أنه تم في هذا الصدد توجيه »تعليمات دقيقة وصارمة« إلى كل الوكالات التجارية التابعة للمتعامل »موبيليس« لقبول الصكوك البريدية المتميزة أو العادية في انتظار دخول نظام الدفع الالكتروني حيز التطبيق. وعلى صعيد آخر أعلن بن حمادي عن إنشاء مرصد للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في سبتمبر 2011 لتحسين نوعية الخدمات، مؤكدا أن المهام التي ستوكل إلى هذه الهيئة تكمن في رصد كل الأعطاب والخلل على مستوى الوكالات التجارية التابعة لمؤسسة »بريد الجزائر« ومتعامل الهاتف النقال »موبيليس« والتبليغ عنها. وأوضح أن هذا المرصد سيكون مفتوحا أمام الزبائن عن طريق بوابة على شبكة الانترنيت حيث سيكون بإمكانهم طرح انشغالاتهم والمشاكل التي يواجهونها أثناء تعاملهم مع مؤسسة »بريد الجزائر« أو متعامل الهاتف النقال »موبيليس« والوكالات التجارية التابعة للقطاع على مستوى جميع ولايات الوطن. وفي معرض إجابته على سؤال شفوي يتعلق ببرنامج تعميم استعمال الصكوك المتميزة، أكد موسى بن حمادي أنه »تم خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية استعمال أكثر من 170 ألف صك متميز بمبلغ يفوق مليار دج«، ويتم في الوقت ذاته »قبول صكوك عادية في عمليات الدفع الداخلي من حساب إلى حساب بريدي جاري عكس الصكوك المتميزة التي يلزم باستعمالها في المعاملات ما بين زبائن البنوك والمؤسسات المصرفية المختلفة«. ومن جهة أخرى أشار المتحدث إلى أنه تم اختبار طريقة الدفع من حساب إلى حساب في الشبابيك البريدية »وسيتم تعميمها في الثلاثي الثاني من 2011 بعدما كانت مقتصرة على مركز الصكوك البريدية«، وأكد في نفس السياق أنه يتم حاليا تطوير تطبيق المعلوماتية التي تخص الدفع من حساب إلى حساب آخر بواسطة الموزعات الآلية للأوراق النقدية، مشيرا إلى أن هذه الخدمة »ستكون في متناول المواطنين في الثلاثي الأخير من 2011«.