تشهد بعض مديريات التربية في عدد من الولايات اعتصامات وتجمعات للأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف، التي أجرتها الوزارة هذه السنة، وهي أساسا تخص الأساتذة الناجحين الذين أُرغموا على إجراء المسابقة خارج حدود الولايات التي يعملون بها، بسبب عدم برمجتها فيها، وفُُرض عليهم التفرّغ التام لفترة التربص، وانتُزعت منهم مناصب عملهم الأصلية التي قضوا فيها سنوات من العمل لصالح من استخلفوهم في هذه الفترة القصيرة، من دون نجاح في هذه المسابقة. تُواجهُ هذه الأيام بعض مديريات التربية في عدد من الولايات مشكلة الأساتذة المتعاقدين الناجحين في مسابقة التوظيف لهذه السنة، الذين حُرموا من إجرائها في حدود مديرياتهم التربوية لأنها لم تُبرمجها، واضطرّوا لإجرائها في ولايات أخرى غصبا عنهم، وبعد نجاحهم في المسابقة حتّمت عليهم المديريات التي نجحوا فيها مغادرة مناصب عملهم الأصلية لقضاء فترة التربص، الذي لم تتجاوز مُدّته الزمنية حدود أسابيع قليلة، بالرغم من أنهم قضوا في مناصبهم هذه سنوات من العمل المتواصل، وبعد صدور قرار الإدماج العام لجميع الأساتذة المتعاقدين الذين لم ينجحوا في المسابقة المُشار إليها، وجد الأساتذة الناجحون أنفسهم خارج مناصب عملهم الأصلية، رغم أنهم قضوا فيها سنوات وسنوات من العمل، واستُبدلوا بالمستخلفين الآخرين غير الناجحين، وحلّوا محلّهم، مع أن فترة تربص الأساتذة الناجحين في المسابقة لم تتجاوز حدود الأسابيع، وغيابهم في حالة كهذه يُعتبرُ غيابا قانونيا. هذا هو انطباع الأساتذة المعنيين، الذين تقرّبت منهم »صوت الأحرار«، وهم كلهم يناشدون وزير التربية الوطنية ، أبو بكر بن بوزيد التدخل لتمكينهم من العودة إلى مناصبهم الأصلية، وأن لا يكون قرار إدماج من استخلفوهم لفترة قصيرة على حسابهم، فهم أساتذة متعاقدون، ويرون أنهم أولى بهذه المناصب عن غيرهم، طالما أنّهُم أولا أساتذة ناجحون وأصحاب أولوية قانونية فيها، وثانيا لأن هذه المناصب التي يُرادُ إدماج أساتذة جُدد مستخلفين فيها هي مناصبهم الأصلية، التي قضوا فيها سنوات طويلة من العمل، وهم هنا لا يطالبون بأكثر من تمكينهم من العودة إليها، لأنهم في حال عدم تمكينهم من ذلك يرون أن نجاحهم في مسابقة التوظيف هو بمثابة عقاب لهم ، لأنه في هذه الحالة حرمهم من مناصب عملهم الأصلية بولاياتهم الأصلية، ومنحها لمستخلفيهم في هذه الفترة الزمنية القصيرة، الذين مُنحت لهم الأولوية في التشغيل وفي المنصب، على حسابهم كأساتذة ناجحين في مسابقة التوظيف التي أجرتها وزارة التربية نفسها. وحسب عدد من الأساتذة الذين التقت بهم » صوت الأحرار« أمس، فإن الولايات المعنية بهذا المشكل بصفة خاصة هي مديريات التربية بالعاصمة، البليدة، تيبازة، بومرداس، وولايات أخرى، وبعضها الآن يعيش احتجاجات وتجمعات لهؤلاء الأساتذة، وحتى هذه اللحظة مديريات التربية تنتظر تعليمات الوزارة. وحتى الأساتذة الناجحين يرون أنه بإمكان وزارة التربية الوطنية البت في هذا الأمر، وأن تُساعدهم في العودة إلى مناصب عملهم الأصلية، لأنهم أحق بها من غيرهم، بحكم السنوات الطويلة المتواصلة التي قضوها فيها، وبحكم نجاحهم في مسابقة التوظيف، وهم أكثر من هذا يرون أن من استخلفوهم لهذه الفترة القصيرة هم مستخلفين لهم وليسوا متعاقدين مثلهم، وبإمكان الوزارة أن تجد لهم مناصب عمل أخرى إن أرادت ذلك. وما يضاعف من تشبث هؤلاء الأساتذة بمناصب عملهم الأصلية، هو أن بعض مديريات التربية في ولايات أخرى تركت أساتذتها الناجحين في نفس المسابقة في مناصب عملهم الأصلية خلال كامل فترة التربص، التي برمجتها في العطل وخارج ساعات العمل.