قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جوزيف ديس أول أمس الجمعة إن الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تحصل على عضوية المنظمة الدولية دون دعم من مجلس الأمن، مما قد يوقعها في براثن حق النقض الأمريكي الذي تحاول أن تتفاداه باللجوء إلى الجمعية العامة. لكنه أكد أن استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض لن يقضي على محاولة الفلسطينيين الحصول على الاعتراف بالدولة والعضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وقال ديس في مؤتمر صحفي إن »قواعد الحصول على عضوية الأممالمتحدة معروفة، ونحن ملزمون بالرضوخ لها، وحق النقض من ضمن تلك القواعد«. وعندما سأل صحفيون ديس هل هناك سبيل لحصول الفلسطينيين على عضوية الأممالمتحدة إذا رفضت الولاياتالمتحدة ذلك، قال »لا«، لكنه أضاف أن الأمر لن ينتهي على هذا الحال. وقال إن هناك عددا كبيرا من الدول الأعضاء يعترف بدولة فلسطين، بالإضافة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 القاضي بوجوب وجود دولة فلسطينية، مؤكدا أن هذه »عناصر يجب أن تأخذوها في الاعتبار«. وأضاف أن من حق الدول التي تملك حق النقض أن تستخدمه، وأضاف »الأمر متروك للدول الأعضاء كي تتخذ هذا القرار والقواعد معروفة«. ومن جهته حذر المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إسرائيل من أن اعتراف الجمعية العامة بدولة فلسطينية سيلحق الضرر بمكانتها. وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية العامة إن الاعتراف سيشكل تطورا مؤذيا للغاية بإسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في وقت سابق إنه سيسعى للحصول على اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية إذا لم يحدث تقدم في عملية السلام قبل سبتمبر القادم. وقال بعض الدبلوماسيين العرب في نيويورك إن بإمكان الفلسطينيين تجاوز مجلس الأمن والتوجه مباشرة إلى الجمعية العامة -التي تضم 192 دولة- للحصول على الموافقة على الانضمام إلى عضوية الأممالمتحدة. وقال السفير المصري في المنظمة الدولية ماجد عبد العزيز الأسبوع الماضي إن 112 دولة حتى الآن تعترف بالدولة الفلسطينية، ومن المتوقع أن يعترف بها المزيد من الدول خلال الأشهر القادمة. ويقول ميثاق الأممالمتحدة إن الجمعية العامة هي التي تعترف بالأعضاء الجدد، ولكن بتوصية من مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة تتمتع خمس منها -هي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولاياتالمتحدة- بعضوية دائمة وبحق نقض قراراته. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد معارضته لمسعى الفلسطينيين للحصول على الاعتراف بدولتهم المستقلة، كما انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تلك الخطوة واعتبرها »أعمالا رمزية لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة«. غير أن دبلوماسيين بالأممالمتحدة يرون أن دول الاتحاد الأوروبي لديها ميل إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية بسبب خيبة أملهم في حكومة نتنياهو، وما يعتبرونه تشبثا بسياسة الاستيطان وغيره من المواضيع التي تعيق عملية السلام. وقال بعض الدبلوماسيين في الأممالمتحدة إن بإمكان الفلسطينيين ببساطة تفادي مسألة العضوية الأممية في سبتمبر المقبل مع دعوة الجمعية العامة إلى إصدار قرار غير ملزم يعرب عن الدعم السياسي لفكرة الدولة الفلسطينية.