أكد، أمس، "مزوفيكيل جي ماغاتوكا" سفير جنوب إفريقيا بالجزائر أن الجزائر لا يمكن أن تكون طرفا في المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، داعيا إلى إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية، وأضاف المتحدث على صعيد آخر بأن الجزائر قادرة على مواجهة كافة أشكال الإرهاب، مشيرا إلى أن هناك تبادلا للخبرات بين البلدين في المجال العسكري، وأن بلاده مستعدة لتقديم الدعم اللازم للجزائر في مختلف المجالات وعلى إقامة مشاريع نووية لأهداف سلمية. طالب أمس "مزوفيكيل جي ماغاتوكا" سفير جنوب إفريقيا بالجزائر بحل عادل للقضية الصحراوية، مشيرا إلى أن الجزائر لا يمكن أن تكون طرف نزاع في هذه القضية، وأن الطرفان الوحيدان المخولان بدخول المفاوضات هما الشعب الصحراوي ممثلا في جبهة البوليساريو، والمغرب، ووصف السفير سلسلة المفاوضات بين الطرفين بالخطوة الكبيرة في الطريق الصحيح معتبرا أن من الخطأ أن نلوم أي طرف من الطرفين، ومشيرا في نفس الوقت أن الصحراء الغربية دولة معترف بها من طرف الاتحاد الإفريقي. وتمنى السفير أن تكون الجولة المقبلة من المفاوضات بين الجانبين مثمرة. وبعيدا عن القضية الصحراوية التي أخذت حيزا كبيرا من أسئلة الصحفيين ركز المتحدث خلال الندوة الصحفية على عدة جوانب هامة في العلاقات الجزائريةالجنوب إفريقية، منطلقا من رسالة لرئيس جنوب إفريقيا" تابو مبيكي" التي تحدث فيها عن تحديات وآفاق عام 2008 ، وأثنى السفير كثيرا على هذه العلاقات مفندا أن تطغى فيها الصبغة السياسية على الاقتصادية قائلا : " ليست هناك مشاكل أو عراقيل تحول دون وجود تعاون بين البلدين في شتى المجالات"، ودعا المتحدث في نفس الوقت إلى ضرورة إعطاء التعاون الاقتصادي بين البلدين مزيدا من الدفع وهذا من خلال اجتماع اللجنة المشتركة الجزائريةالجنوب إفريقية المرتقب خلال الأشهر القليلة المقبلة، والذي يعتبر حسب السفير فرصة حقيقة لدراسة مجالات جديدة من التعاون وعلى رأسها تكنولوجيا الاتصال. وكشف "مزوفيكيل جي ماغاتوكا" الذي حل ضيفا على منتدى المجاهد أن هناك تعاونا بين الجزائروجنوب إفريقيا في مجالات مختلفة منها تكنولوجيات الاتصال،الطاقة النووية، تبادل الخبرات والكفاءات إلى جانب التعاون العسكري الذي يتضمن تبادل المعلومات في مجال الدفاع وتحسين معارف التكوين العسكري وتطوير المعدات العسكرية بين البلدين، وأشار سفير جنوب إفريقيا موضحا إستراتيجية التعاون العسكري بين البلدين في المجال العسكري في إجابة على أسئلة الصحفيين إلى أن أكبر مجمع لإنتاج الأسلحة في جنوب إفريقيا ويسمى مجمع "دانال" يملك فرعا له في الجزائر. كما أشار سفير جنوب إفريقيا في الجزائر أن بلاده مهتمة بمكافحة الإرهاب وأنها لن تبخل بمساعدة الجزائر على ذلك رغم ثقته الكبيرة في قدرة الجزائر على القضاء على كافة أشكال الإرهاب، وأضاف شارحا هذه النقطة أن جنوب إفريقيا كانت عضوا في مركز مكافحة الإرهاب بالجزائر. ولم يكتف السفير بالحديث عن التعاون في المجال العسكري فحسب بل أيضا ركز على دعم بلاده إقامة مشاريع نووية سلمية في الجزائر بما يتماشى والمبادئ التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة باعتبار عضوية البلدين فيها. ورفض السفير الخوض في إعطاء إحصائيات حول التعاون الجزائريالجنوب إفريقي في مجال الغاز الطبيعي والمناجم إلا أنه لم يخف اهتمام بلاده بالغاز والطاقة في الجزائر خاصة أمام الندرة التي تعاني منها جنوب إفريقيا في مجال الطاقة مؤكدا أن هناك شركات من جنوب إفريقيا تقوم بالمشاركة في التنقيب على مناجم الذهب في الجنوبالجزائري.