أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري أن مساندة الشعب الصحراوي ودعم حقه في تقرير مصيره تتمسك به الجزائر دولة وشعبا، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها مخيمات اللاجئين الصحراويين هي الأولى في تاريخ البرلمان الجزائري والهدف منها إيصال صوت القضية الصحراوية في كل أنحاء العالم، حيث شدد زياري على أن الاستعمار يظل استعمارا مهما كانت أشكاله وأن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار ويجب على الأممالمتحدة تحمل مسؤولياتها. محمد سعيدي/مخيمات اللاجئين الصحراويين قام زياري أمس بزيارة رسمية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بدعوة من رئيس المجلس الوطني الصحراوي محمد علي بيبا، حيث تعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس برلمان جزائري، وأوضح زياري أن جولته إلى المنطقة تندرج في إطار مساندة الجزائر لكفاح الشعب الصحراوي من أجل نيل حقوقه في تقرير مصيره وتجسيد علاقات التضامن والتعبير عن تمسك الجزائريين الدائم بالمواقف المبدئية وقناعته بشرعية القضية الصحراوية التي تعد قضية تصفية استعمار، حيث تم تجديد بروتوكول التعاون بين المجلس الشعبي الوطني والمجلس الوطني الصحراوي بحضور وفد من البرلمان الجزائري يمثلهم الطيب هواري رئيس المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الصحراوية الجزائرية. وفي ذات السياق، جدد رئيس البرلمان على أن المجلس الشعبي الوطني يولي اهتماما كبيربا للقضية الصحراوية، معتبرا زيارته إلى المخيمات خير دليل على الأهمية التي توليها الجزائر ل»القضية المقدسة« التي تعمل الجزائر بكل إخلاص من أجل إبلاغ صوتها إلى جميع أنحاء العالم، حيث أشار زياري إلى أن البرلمان الجزائري يدعم الهيئات المنتخبة في الجمهورية العربية الصحراوية باعتبار أن تدعيم الأسس المؤسساتية يشكل القاعدة التي يرتكز عليها الصحراويون لبناء الدولة ومواصلة الكفاح التحرري. وذكر زياري بالمحطات التي مرت بها القضية الصحراوية من أجل تسويتها، محملا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية إنهاء هذه المأساة، مثلما أشار إلى معاناة الشعب الجزائري ومرارة الاستعمار الفرنسي، حيث قال »إن الجزائر لم تتوان منذ أن استعادت سيادتها في مساندة كل حركات التحرر لشعوب العالم، وهو ما قامت به تجاه البوليساريو«، مشددا على أن الجزائر متمسكة بمبدأ حق تقرير المصير دون أن تكون طرفا في النزاع، مضيفا بأن موقف السلطات الرسمية الجزائرية والطبقة السياسية ثابتة على مبدأ الالتزام بتطبيق قرارات الأممالمتحدة وحل النزاع في إطار الشرعية الدولية. ومن جهة أخرى، تحدث زياري عن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها جبهة البوليساريو والتي حققت انتصارات كان أهمها تجديد مجلس الأمن في اللائحة 1871 الصادرة في 2009 مطالبته بمواصلة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو لإيجاد حل سياسي دائم يقوم على أساس تنظيم استفتاء للشعب الصحراوي قصد تقرير مصيره بكل سيادة، إضافة إلى تأكيد اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المختصة في القضايا السياسية على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وتأكيد حق الصحراويين في تقرير مصيرهم وحقهم في الاستقلال وأن الصحراويين هم أصحاب قضية عادلة. وفيما يتعلق بالتعاون البرلماني بين المجلس الشعبي الوطني الجزائري ونظيره الصحراوي، أكد زياري مواصة التعاون على أساس التشاور ونقل الخبرات بين الجانبين مع الاستفادة من تجارب البرلمان الجزائري من خلال تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية التي تخص المنطقة المغاربية والعالم العربي وإفريقيا، مشيرا إلى أن البرلمان الجزائري لا يزال مساندا للشعب الصحراوي في كافة مراحل نضاله، مشددا على أن قضية الصحراء الغربية ترتقب حلا عادلا في الوقت الذي عرفت الساحة الدولية حلولا لجملة من القضايا المماثلة في إفريقيا، آسيا وحتى في أوروبا. وأعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن مواصلة الدولة والشعب الجزائري وقوفهم إلى جانب الصحراويين وتعزيز الجهود على الساحة الإقليمية والدولية وفي إطار المؤسسات البرلمانية الدولية لتوسيع التضامن مع القضية الصحراوية، حيث أوضح ذات المسؤول بأن طموحات الجزائر في تعزيز بناء الاتحاد المغاربي لن يكون على حساب القضية الصحراوية، مضيفا بأن الإسراع في حل قضية الصحراء الغربية وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية يقضي دون شك على بؤرة توتر طال أمدها في المنطقة ويعطي شعبا مظلوما حقه في الحرية والسيادة.