جدد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، تعاون جبهة البوليساريو الكامل مع منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وهذا في وقت أعلن الاتحاد الإفريقي عن دعمه لجهود الأممالمتحدة لتجاوز المأزق الذي يوجد فيه النزاع في الصحراء الغربية. واطلع رئيس الجمهورية الصحراوية المشاركين في قمة الاتحاد الإفريقي بطرابلس الليبية على آخر تطورات القضية الصحراوية والمحادثات الأخيرة التي قادها المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، »كريستوفر روس« والجهود التي تبذلها منظمة الأممالمتحدة لحل النزاع التي أعدها الاتحاد الإفريقي عبر توصية)104( و التي أقرتها قمة ال19 ، هذا و أكد الزعيم الليبي »معمر القذافي« على أن الاستفتاء هو الحل الوحيد لهذه القضية ،عبر اختيار الشعب الصحراوي مستقبله وممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. ومن جهة أخرى أكد الإتحاد الإفريقي أول أمس الاثنين بطرابلس على دعمه لجهود منظمة الأممالمتحدة الجارية قصد تجاوز المأزق الحالي الذي يتواجد فيه نزاع الصحراء الغربية، وجدد رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي المجتمعين في دورة خاصة خصصت لبحث و تسوية النزاعات في إفريقيا دعمهم للوائح مجلس الأمن الأممي التي تدعو إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين )جبهة البوليساريو و المغرب( دون شروط مسبقة قصد التوصل إلى حل عادل و دائم يقبله الطرفان و من شأنه أن يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره طبقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وفي تقريره الذي عرضه أمام هذه الدورة الخاصة أكد رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي جان بينغ أن نزاع الصحراء الغربية »لا يزال أمام طريق مسدود« بسبب »تركيز مواقف الطرفين وكذا إلحاح المغرب مؤخرا على أن اقتراحه المتمثل في الحكم الذاتي يبقى الأساس الوحيد للمفاوضات مع البوليساريو و ذلك بالرغم من تسجيل مجلس الأمن الأممي لاقتراحات الطرفين مثلما تم طرحها في أفريل 2007«. وكان مجلس الأمن الأممي قد صادق في 30 أفريل الفارط على لائحة تطلب من طرفي النزاع مواصلة المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية قصد التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم يقبله الطرفان و يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في سياق مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة، و وصف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي اللقاء الأخير بين جبهة البوليساريو والمغرب بالنمسا »بالمشجع« داعيا في تقريره إلى »تعجيل مسار البحث عن تسوية نهائية لنزاع يدوم منذ عقود ليس على حساب الشعب الصحراوي فحسب وإنما على التعاون الإقليمي الضروري بالمغرب العربي«. وكان السفير الصحراوي بنيجيريا أبي بشراي البشير قد أكد أن »تاريخ وواقع وطبيعة النزاع في الصحراء الغربية، من حيث كونه مسار تصفية استعمار غير مكتمل يجعل السيادة الكاملة في اتخاذ القرار بشأن الوضع النهائي للإقليم بيد الشعب الصحراوي، وحده«، مضيفا أن »المغرب مطالب باحترام قواعد اللعبة المسطرة على مستوى الأممالمتحدة وعلى مستوى إفريقيا، والقاضية باحترام حق تقرير المصير والحدود الموروثة عن الاستعمار«. وقال السفير الصحراوي في تصريح للغارديان النيجيرية أنه، بالإضافة إلى عدم وجود أية حقوق تاريخية للمغرب في الصحراء الغربية كما أكدت لاهاي، فان العالم يسيره قانون دولي معاصر، يجعل من حق تقرير المصير حقا مقدسا وأسمى من أية اعتبارات تاريخية أو ثقافية أو لغوية، وأضاف أن »مسار التسوية الحالي لم يكن ليستمر لولا التنازلات المؤلمة التي قدمها الطرف الصحراوي كبادرة حسن نية«، مضيفا أن »تلك التنازلات، وأكثرها وضوحا المتضمنة في مخطط بيكر سنة 2003، كانت تصطدم بتعنت الطرف المغربي وقناعته الراسخة بأن أية استشارة ديمقراطية نزيهة للشعب الصحراوي ستؤدي إلى الاستقلال حتما، ونفى أبي بشراي البشير أن تكون للجزائر أية أجندة خاصة في النزاع ماعدا الوفاء للمبادئ المؤسسة للدولة والثورة الجزائريتين وانسجاما مع مواقفها التقليدية الداعمة لكل حركات التحرر في العالم«، مشيرا إلى أن »دعم الشعب الصحراوي لا يقتصر على الجزائر فقط، بل هناك العديد من البلدان والشعوب البعيدة جغرافيا عن الصحراء الغربية، من ضمنها نيجيريا، تدعم حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، انطلاقا من نفس المبادئ«.