أكد بوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية أن نسبة النجاح الوطني في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2008 تفوق النسبة المسجلة في دورة 2007 ب6%، مشيرا إلى أن 30% من الناجحين تحصلوا على الشهادة بتقدير وأنها المرة الأولى التي يتخطى الناجحون معدل 18 من عشرين منذ الاستقلال. أوضح وزير التربية الوطنية بو بكر بن بوزيد أول أمس أن النتائج المسجلة في دورة جوان 2008 لا تعكس العدد الكبير للناجحين فقط، مشيرا إلى أن مستوى النوعية تبين أن النتائج حسنة خاصة وأن 30 % من الناجحين تحصلوا على البكالوريا بتقدير، واعتبر هذه النتائج الأحسن منذ الاستقلال كون أنها المرة الأولى التي يتخطى فيها الناجحون معدل 18 من عشرين والحصول على تقدير امتياز. وأضاف الوزير بأن عدد الدرجات التقديرية تضاعف خمس مرات في دورة 2008 وكذا عدد درجات تقدير جيد جدا، حيث علق الوزير بخصوص نتائج النظام الجديد قائلا إنها "كانت جيدة"، مشيرا إلى أنه على عكس ما كان يتوقع فإن نتائج النظام القديم قد عرفت تسجيل عددا كبيرا من درجات التقدير وهو ما اعتبره مؤشرا إيجابيا، حيث قدم عرضا حول ما جاء به إصلاح المنظومة التربوية، مذكرا أنها جاءت بالنوعية في النتائج وأن "الطريق قد عبدت تماما لكننا لم نحقق بعد الأهداف المرجوة من قطاع استراتيجي كقطاع التربية الوطنية". ودعا مسؤول القطاع إلى العمل أكثر في السنة الدراسية المقبلة التي اعتبرها سنة التسيير التي تتطلب الصرامة، الحزم والمسؤولية وفق ما يقتضيه القانون التوجيهي الجديد للتربية والتعليم، موضحا بأن نجاح إصلاح المنظومة التربوية لا يكمن فقط في نجاح البرامج والمناهج، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يرجع إلى تحقيق الأهداف المسطرة في كل أطوار التعليم عن طريق انتهاج تسيير شفاف وناجع تسهر عليه كل فعاليات القطاع لا سيما منها مسؤولو المؤسسات، مشددا على أن نتائج البكالوريا "هي الأحسن" في المنطقة مقارنة بعدد من الدول المجاورة والدليل على ذلك نوعية هذه النتائج التي تحققت دون اللجوء إلى الإنقاذ أو إلى تنظيم دورة ثانية. كما أعرب بن بوزيد عن ارتياحه للنتائج المحققة في امتحان هذه السنة و التي وصفها بالأحسن منذ أن تحصلت الجزائر على استقلالها، داعيا في الوقت ذاته وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى "حمل مشعل طلبة الإصلاح" بعدما انتهى دور قطاع التربية. ومن جهته أكد حراوبية أن قطاعه في أتم الاستعداد لاستقبال التلاميذ الناجحين، مبرزا أن كل الإمكانيات المادية والبشرية مهيأة وبأن هؤلاء الذين نجحوا بتقدير امتياز أو جيد جدا ستمنح لهم رعاية خاصة حتى يواصلوا مسيرتهم بكل ثبات وجد. وفيما يتعلق بالمتفوقين، تحصلت التلميذة لاج أسماء من متقنة عبدي بوعزيز بولاية جيجل على تقدير ممتاز الأول من نوعه منذ الاستقلال بحصولها على معدل 34.18 من عشرين في امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2008 شعبة الرياضيات، ويعد هذا لمعدل الأحسن منذ أن تحصلت الجزائر على الاستقلال، حسب بن بوزيد الذي سلم رفقة حراوبية الشهادات النهائية وكشوف النقاط للمتفوقين الأربعة الأوائل، حيث عادت المرتبة إلى التلميذ بن مالك مراد بنفس المعدل من ثانوية أول نوفمبر بقالمة، وتأتي في المرتبة الثالثة التلميذة خليفة إسمهان من ثانوية دراع محمد الصادق من جيجل التي حازت على معدل 04.18، تليها أصغر ناجحة في امتحان البكالوريا لهذه السنة على المستوى الوطني مدوري أميرة إنصاف البالغة من العمر 15 سنة من ثانوية ابن الهيثم بولاية عين تموشنت والتي تحصلت على معدل 62.16 في شعبة العلوم التجريبية. وبعد ساعات قليلة من إطّلاعهم على نتائج امتحانات شهادة البكالوريا، لفظ ثلاثة ناجحين في مقتبل العمر، أنفاسهم الأخيرة في حادث مرور بطريق كناستيل، حيث كان الضحايا التسعة وهم في نشوة من الفرح، على متن سيّارة، اصطدمت بشاحنة مقطورة من الحجم الكبير، أفضت إلى مقتل ثلاثة منهم على الفور وإصابة الآخرين بجروح مختلفة، منهم اثنان في حالة خطيرة تمّ نقلهم على المستشفى الجامعي. الحادثة خلّفت مأساة حقيقية وغير متوقّعة حيث أقامت عائلات الضحايا بيوت العزاء ووفت بنذرها بطريقة أخرى بدل قيامها بالأفراح. وقد خلّفت النتائج كذلك إغماءات، أزمات نفسية وانهيارات عصبية لدى الراسبين وكان أكثر الفاشلين في نيل شهادة البكالوريا هم الأحرار في النظام القديم، حيث لم يتجاوز عدد الناجحين منهم الثلث، ومع ذلك فقد تنفّس أخيرا تلاميذ الثانويات، الصعداء بعد أسابيع مقلقة جعلتهم على الأعصاب في عدّ تنازلي لظهور النتائج الأخيرة وبصفة رسمية، على اعتبار أنّه تمّ تسريب نتائج بعض المترشّحين تحت الطاولة، وكان الخميس يوما حاسما على قدر الوزن الذي تحوزه امتحانات العتبة الأخيرة من الثانوي. وكشف رئيس مصلحة الامتحانات بمديرية التربية أنّ نسبة النجاح لدورة هذا العام بلغت 56,03% لدى المتمدرسين الذين كان عددهم 14240 وبالتّالي فلم ينجح منهم غير 7980 تلميذ أي في حدود النصف، أمّا النسبة الإجمالية بما فيها المتمدرسين والأحرار بمجموع 17215 مترشّح. فقد كانت في حدود 09.52% فقط، واستنادا إلى ذلك لم تكن النتائج جدّ مرضية على حدّ تعبير ملاحظين، وكانت الصدمة أكثر لدى المترّشحين الأحرار الذين لم تتجاوز نسبة الناجحين منهم بشهادة البكالوريا، 33,21 %على الرغم من أنّ امتحاناتهم كانت في النظام القديم، حيث ذكر ذات المصدر أنّ عدد الحضور من المترّشحين الأحرار كان 2975، لم ينجح منهم غير 988 مترشّح، وبذلك هرعت عائلات لقرع طبول الأفراح وإرسال الزغاريد ليلة الخميس ساعات قبل نشر القوائم حيث أنّها تمكّنت من الحصول على النتائج عن طريق متعامل الهاتف النقّال "موبيليس"، في حين تحوّلت بيوت أخرى إلى الشجب والندب على حظّ أبنائها العثر. وبالنسبة للناجحين فقد تمكّن 21 تلميذا من الحصول على معدّلات جيّد وجيّد جيّدا وتمّ تصنيفهم ضمن المتفوّقين بالولاية، وكان أحسن معدّل تمّ تحصيله من قبل تلميذ هو 44.17.