الحبيب ليس هو العاشق العربي الذي تتردّد المواويل لأجله..يا ليل وياعين..ولا هو ال ياي ياي.. الحبيب هذه المرة جاءنا من البرازيل وهو لا يحمل أسفارا ولا يتغنّى بالشعر فيتغزّل أو يتبتّل.. الحبيب هذه المرّة مجرّد سلسلة مطاعم متخصّصة في الوجبات السريعة العربية والتي أصبحت تزاحم مطاعم العملاق الأمريكي ماك دونالدز الشهيرة بوجبات فاست فود. الحبيب انتشرت بشكل مذهل وصارت الأولى في بلد تهيمن عليه الشركات الأمريكية بفضل ذكاء أحد المستثمرين البرتغاليين وليس العرب والذي أدرك أن نزوع السكان إلى الأكل العربي مؤكد، فأنشأ هذه السلسلة التي تخطط الآن لافتتاح فروع لها في بلدان أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ذاتها. في كل مرّة لا تسلم الجرّة، وتأتي الأفكار المبدعة وفق فلسفة خلاّقة تؤكد اقتصاديا أن الربح ممكن وأن استحداث مناصب شغل ومشاريع ذات جدوى متاح ضمن رؤية ثقافية وحضارية لا تُفقد المواطن هُويته ولا تغيّر ثوبه.. في كل مرّة تصل الأمثلة من غيرنا، فالمستثمر برتغالي ويقدّم درسا في أن الاستثمار إبداع أيضا وليس استلابا، وأن اكتناز المال وفتح السوق المحلية للآخر قد يُغيّر أشياء كثيرة في عادات البلد وثقافة أهله، ولذلك يمكن أن ينجح الحبيب على ماك دونالز أو كويك.. ربما لا يكترث أصحاب المال عندنا في الجزائر لهذا الخطاب وربما لا يفقهونه أصلا، ولا يهمهم الاستثمار في المطلوع والكسرة والمحاجب، ولا في الشربة لوبيا وحميصة زيت..! هم يعتقدون مثل الأقلية الساحقة والضاغطة في البلد أن إنشاء مطاعم كويك وماك دونالدز سيسمح لهم بأن يشمّوا رائحة تلك البلاد..! الحبيب ليس هو العاشق العربي..أجل، ولكنه بالتأكيد ليس عاشقا مغفّلا.. أما بعد: "كل إناء بما فيه يرشح.." مثل عربي [email protected]