تثير امتحانات البكالوريا ضجة كبيرة ليس فقط على مستوى الثانويات، بل أيضا عبر صفحات ال»فايس بوك«، فالأسئلة التي تؤكد عدة مصادر أنه تم تسريبها وبيعها، يتم أيضا تناقلها عبر صفحات ال»فايس بوك«، من خلال مجموعات خاصة يدخلها التلاميذ المعنيون بالأمر، وقد وصل الأمر إلى حد مناقشة أسعار الأسئلة ونشر أهم محاورها، غير أننا لاحظنا أن هناك تضاربا كبيرا في هذه الأسئلة إلى درجة تبعث على الحيرة. مثلما كان الفايس بوك ساحة لعديد من الأحداث التي شهدها الوطن العربي مؤخرا، باتت شيكة التواصل الاجتماعي هذه حاضرة بقوة في امتحانات شهادة البكالوريا، حيث التف عدد كبير من الممتحنين في شهادة البكالوريا حول بعضهم البعض لتقاسهم همومهم ومشاكلهم وحتى لمراجعة دروسهم، أو تبادل حلول الأسئلة، وبلغ الأمر إلى غاية تسريب بعض الأسئلة. ومن خلال تصفحنا لموقع الفايس بوك، ظهرت أمامنا مجموعات كثيرة تضم عددا كبيرا من الطلبة يتناقشون فيما بينهم حول امتحانات البكالوريا التي مازالت حديث الساعة. ومن الصفحات التي قمنا بمعاينتها صفحة »باك ألجيري 2011«، والتي تضم أكثر من 9 ألاف مترشح لشهادة البكالوريا، وقد تباينت التعاليق التي قدمها الطلبة المنتمون لهذه الصفحة، فإحدى الممتحنات وتسمي نفسها »فيفي ستار«، أكدت أنها كانت على علم بأسئلة اللغة الألمانية، بينما قدم أحد الطلبة عرضا لشراء موضوع امتحان مادة الفيزياء ب 1000 دينار، أما أحد الطلبة ويسمي نفسه »رضا بوتي« فقد عرض المحاور العامة لأسئلة الفيزياء والفلسفة التي يمتحن فيها الطلبة اليوم. أما الطالب طارق آدم فقد اقترح أن يقدم اسم ورقم هاتف أحد الأشخاص الذين يبيعون أسئلة امتحانات الباكالوريا، قصد جذب الطلبة. وتضمنت الصفحة أيضا عددا من الطلبة الذين كانوا ينددون بهذه التسريبات بطريقة استهزائية، حيث كتب أحد الطلبة ويسمي نفسه »باتولينا فيريرا« على حائط هذه الصفحة أن »المواضيع قد سربت، فلماذا نفوت فرصة الامتحان؟، سنبقى في المنزل أفضل«، بينما قال طالب أخر يدعى لقمان فاتس أنه من غير المعقول أن شخصا يتعب ويسهر ويأتي شخص آخر كان يلعب طوال العام لينجح بمعدل أفضل من التلميذ المجتهد. أما إحدى الصفحات وتدعى ملتقى طلاب غرداية فقد تضمنت تسريب بعض الأسئلة التي قيل إنها ستكون أسئلة الفلسفة لليوم لشعبة العلوم الطبيعية والاقتصاد والتسيير، ومنها »هل التمايز بين العادة والإرادة تنفي وجود علاقة وظيفية بينهما؟.... وأيضا مبدأ المساواة هو الذي يجسد العدالة الاجتماعية على أرض الواقع دافع عن الأطروحة«. من خلال الاطلاع على عدة صفحات حول بكالوريا 2011 عبر الفايس بوك اتضح جليا أن هناك تضاربا كبيرا في الأسئلة التي يقال إنه تم تسريبها، حيث يجد الطالب نفسه ضائعا بين هذا السؤال وذاك، ويستنتج في الأخير أنه مضطر إلى مراجعة كافة المواضيع. غير أن الملاحظ أيضا هو أن هذه الصفحات قد رافقت الطلبة حتى قبل الامتحانات ووجدت إقبالا كبيرا من طرفهم، حيث أنهم وجدوا فيها الملاذ للتعبير عن مشاكلهم المشتركة، ومن المؤكد أن التفاعل عبر هذه الصفحات سيستمر إلى ما بعد ظهور نتائج الباكالوريا.