ظاهرة جديدة أصبحت تهدد استقرار المؤسسات التربوية وتحرّك ثمانية ملايين تلميذ، هي ليست بإضرابات الأساتذة وليست المخدرات ولا الإجرام ولا الاغتصاب أو العنف الجسدي والتحرش الجنسي، لكنها ظاهرة لا تقلّ خطورة عن هذه الأخيرة تتمثل في “الفايس بوك”، هذا السلاح الافتراضي، الذي استطاع أن يُسقط أنظمة بكاملها، نجده يدق أجراس المدراس الجزائرية، على أيدي البراءة من تلاميذ الابتدائي.. “الفايس بوك” يدقّ أجراس المدارس.. وخبراء يحذرون من خطره على المتمدرسين يكشف الملف الذي قامت به “الفجر” حجم خطورة هذه الوسيلة التي تسبّبت في انخراط أطفال في شبكات الإجرام، حسب ما كشفه لنا أهل الاختصاص والمحتكين بطلاب المدراس من جمعيات أولياء التلاميذ والأساتذة ومدراء المؤسسات التربوية، ونقابات القطاع، بما فيهم التلاميذ الذين هم أساس تحقيقنا. ويأتي طرحنا لهذا الملف تزامنا مع القلق الصادر عن المربين والأخصائيين بقطاع التربية الذين حذّروا من انتشار استعمال “الفايس بوك” بين تلاميذ المدارس، على غرار رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد، الذي دق ناقوس الخطر من استعمال هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة التي قال بشأنها إنها لا تقلّ خطورة عن المخدرات والإجرام والعنف بشتى أنواعه، جراء سوء استخدامها وتحويلها إلى وسيلة للتشهير بالأساتذة أو المتمدرسين، واعتبارها مصدرا رئيسيا لبداية الانحراف، داعيا الوزارة الوصية للتدخل العاجل رفقة الحكومة لتعزيز المراقبة على نوادي الأنترنت مع توجيه تعليمة لمنع تقديم البحوث التي تنجز عبر الأنترنت. وأوضح أحمد خالد أن تلاميذ المدارس وجدوا حجة البحوث المقدمة من طرف الأساتذة فرصة للجوء إلى نوادي الأنترنت، والإبحار في هذا العالم وبالضبط الموقع الاجتماعي الذي برز منذ 2004 تحت تسمية “الفايس بوك”، الذي انجر عنه مشاركة أطفال قصّر في مجموعة أشرار أو منظمات قد لا يكون رؤساؤها بالضرورة بالغين وراشدين، وإنما مراهقين وأعمارهم لا تتجاوز الثالثة عشر سنة. وأضاف ممثل أولياء التلاميذ قائلا “إن تخوفنا من هذه الوسيلة ليس إسقاط النظام بالجزائر عبر تكرار سيناريو الدول العربية التي سقطت عن طريق الدعوات التي وجهت عن طريق “الفايس بوك”، ووضعت حدا لرؤساء دول وأنظمة امتدت لعشرات السنين، بقدر ما هو تخوّف من عواقب سوء استعمالها من طرف الأطفال وتحريضهم على الأخلاق الفاسدة”، بعد أن أكد أن طبيعة الشعب الجزائري تختلف عن طبيعة الشعوب في مصر وتونس. تلاميذ في الابتدائي ينصبون على تاجر عبر “الفايس بوك” وتحدث خالد عن قضية اختلاس أموال تاجر من طرف تلاميذ في صف الخامسة ابتدائي حسبما نقلها عن مصدر أمني، موضحا أن حيثياتها وقعت بالشراڤة في العاصمة، حيث قامت مجموعة من التلاميذ عبر “الفايس بوك” من عرض سلعة عليه على أن يدفع مسبقا، وصدّق التاجر ذلك، حيث دفع مستحقات السلعة وفي اليوم الذي حدد فيه لاستلام السلعة، بعدم وجودها وأنه تم التلاعب به من طرف تلامذة في الابتدائي. وأكد مصدرنا أنها قضية من ضمن عشرات القضايا الإجرامية، التي يكون أبطالها متمدرسين، جراء الدخول للفايس بوك، أو الاختلاط مع أشخاص من الشارع غير معروفين، انجر عنها الوقوع في فخ المخدرات التي وصلت بدورها للابتدائي أو في الإجرام أو السرقة، موضحا أن هذه القضايا طرحت كلها خلال الأيام التحسيسية ضد العنف في المدارس التي نظمها اتحاد أولياء التلاميذ وقيادة الدرك الوطني، مؤخرا، حيث تم تلقي شكاوى من طرف أولياء وأساتذة، تضاف إلى شكاوى النقابات والمربين الذين طرحوا مسألة السهر مع الفايس بوك وعلاقتها بالتعب الذي يكون باديا على التلاميذ مع كل صبيحة يوم دراسة، حيث قال إنهم يذهبون إلى المدارس وهم مرهقون، ما أثر سلبا على نتائجهم في الامتحانات، في إشارة إلى أطفال العائلات ميسورة الحال، التي لا تراقب أولادها في منازلها وإعطائهم الحرية في استخدام الأنترنت المتاحة لهم دون رقابة. وأمام ذلك، دعا المتحدث لتحرك الحكومة لفرض رقابة على”الفايس بوك”، وإصدار تعليمات من طرف الوزارة بإجبار التلاميذ على القيام ببحوثهم من أمهات الكتب. “الفايس بوك” بوّابة للتشهير بالأساتذة من جانبه، فضّل مدير متوسطة الورود الواقعة بالحميز دار البيضاء بالعاصمة، بوعزيز رشيد، تعريف هذه الوسيلة واستعمالاتها، موضحا أن الفايس بوك هو موقع اجتماعي يسمح للمستخدمين بالانضمام إلى عدة شبكات فرعية من نفس الموقع تصب في فئة معينة مثل منطقة جغرافية معينة، مدرسة معينة وغيرها من الأماكن التي تساعدك على اكتشاف المزيد من الأشخاص الذين يتواجدون في نفس فئة الشبكة، وطرح وتبادل الآراء والتصورات، مؤكد أنها مثله مثل أي شيء له سلبيات وإيجابيات، أي أنه سلاح ذو حدين. وأضاف المتحدث أن انتشار استعمالها في الوسط المدرسي وبين المتمدرسين نابع من عدم وجود وسائل بديلة، لملء فراغ التلاميذ، ما جعلهم يلجأون إلى الأنترنت أو الفايس بوك وغيرها من المواقع، التي قد تكون نتائجها بالضرورة سلبية، لانعدام المراقبة من طرف الأهل أو من طرف الأساتذة خلال الساعات الخاصة التي يتم استعمال أجهزة الإعلام الآلي بالمؤسسات التربوية. واعتبر بوعزيز طريقة تصميم وبناء المؤسسات التربوية المعتمد منذ 1962 من أهم أسباب عدم التمكّن في إيجاد وسائل لشغل التلاميذ في أوقات خارج الدراسة، مؤكدا أن غياب قاعات كبيرة لجمع أولياء التلاميذ ومناقشة قضايا أبنائهم، وقاعات ومدرجات للمسرح، أو مكتبات واسعة، جعل التحكم في المتمدرسين صعبا، ما جعلهم يقعون في مثل هذه الوسيلة التي يمكن أن تكون خطيرة إذا استعملت بطريقة غير صحيحة. ومن أجل منع تلامذة مدرسته من الاستعمال الخاطئ ل “الفايس بوك” دون اللجوء إلى الإجبار أو فرض أمر معين عليهم، لجأ مدير متوسطة “الورود”، إلى فتح قناة للاتصال باستغلال هذه الوسيلة، حيث أطلق عليها “صندوق التعبير الحر”، يسهر عليها طاقم خاص تحت إشرافه، حيث أعطيت الفرصة للتلاميذ بالتعبير عن تصوراتهم وانشغالاتهم، ومدى العلاقة التي تربطهم مع أساتذتهم، ونقل طريقة تعامل الأساتذة مع التلاميذ داخل الأقسام، ومنحهم الحرية في التعبير عن السلبيات المتواجدة بالمدرسة مع إمكانية اقتراح حلول. قد يطيح “الفايس بوك” أيضا بالأساتذة وأكد مصدرنا أن العملية أتت بنتائج إيجابية، بعد تلقيه اهتمامات التلاميذ وشكاويهم، ناقلا بعض هذه الشكاوى، إما ضد الأساتذة أو ضد المؤسسة، على غرار شكوى تقول “إن أحد الأساتذة يقوم بالتدخين داخل الدرس”، وأستاذة أخرى وفي الساعة الخاصة بالدرس تقوم بالحديث عن منزلها وما تفعله في البيت، وعن أساتذة آخرون يستعملون كلاما قبيحا مثل السب والشتم في القسم، موضحا أن هذا مكّنه من إعطاء تعليمات وتنبيهات لهؤلاء المشتكى عليهم، لإعادة النظر في تصرفاتهم عن طريق لقاءات عقدت معهم، مؤكدا أن هناك البعض منها وصلت إلى غاية حد استدعاء مفتشين وتوجيه إنذارات للرافضين من الأساتذة بالابتعاد على بعض التصرفات التي لا تكون في مصلحة المدرسة الجزائرية. وقال بوعزيز إن ما أثار انتباهه وزاده سعادة هو لمّا اشتكى التلاميذ منه وطرح تساؤل عيله “لماذا لا تحضر العلم الوطني؟”، أو تلك التي تتعلق بإحدى المتمدرسات التي قالت إن في مرحاض المؤسسة عين في الجهة الثالثة وعلى اليمين، عاطلة عن العمل، زيادة على اقتراحات تخص رغبتهم في الذهاب في رحلة أو المساهمة بالكتب المتواجدة في بيوتهم غير المستعملة في إثراء مكتبة المؤسسة. وتأتي هذه التجربة الصادرة عن مسير مدرسة الورود، للتصدي للاستعمالات السيئة “للفايس بوك” الذي هو مصدر رئيسي لبداية الانحراف، حيث فيه يتناقل المراهقون المقاطع الخليعة ومقاطع الاستهزاء ويشغلهم عن الدراسة، بالإضافة الى أن الطلاب يتسابقون باقتناء آخر الإصدارات من الجوالات المزودة بالكاميرات ونقلها للمدراس، حيث تستعمل لتصوير الأساتذة والتلاميذ، وتمريرها فيما بينهم عن طريق البلوتوث، رغم وجود تعليمة بمنع استعمال هذه الهواتف بالمؤسسات داخل الأقسام، وهو ما كشف عنه تحقيقنا، حسب اعترافات نقلها بعض التلاميذ بأنفسهم وأخرى نقلت من طرف أساتذة تحدثت “الفجر” إليهم. صور المعلمات تجد طريقها إلى الأنترنت ويكشف تحقيقنا مدى الاستعمال السلبي للفايس بوك، بعد أن وصل الحد ببعض التلاميذ إلى التقاط بعض صور لزملائهم أو أساتذتهم أو مدراء مؤسساتهم التربوية، ومختلف عمال القطاع، في لقطات مضحكة أو عادية زيادة إلى مقاطع فيديو، حيث يتم بثها على هذا الموقع الاجتماعي بالخصوص الذي عرف انتشارا واسعا، وجعلها موضع تعليق للمشتركين، بعد استغلال النقال خفية. وهو ما أكده مدير متوسطة “فضيلة سعدان” الأستاذ فتوح، الذي قال إن الظاهرة منتشرة بالخصوص على المستوى الثانوي، ومع ذلك لم ينف استعمالها من طرف تلاميذ المتوسط، بعد أن نقل تجربة كانت ضحية أستاذة، حيث بث التلاميذ صورتها عبر “الفايس بوك”، بطريقة استهزائية، وقد دوّن في التعليق “اضغط هنا طيّر الأستاذة”، والقضية تم تناقلها من طرف الجميع، ووصلت إلى زوج الأستاذة المعنية. وأضاف الأستاذ فتوح، أن التلاميذ يستغلون خصوصا الصور التذكارية التي يلتقطها الأساتذة مع تلامذة أقسامهم، مع نهاية كل سنة دراسية، حيث تستغل لأغراض أخرى هدفها السخرية والتعليق عليها عبر هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة التي أسيئ استعمالها، موضحا أن جل هذه التصرفات تتم عند تواجد التلاميذ بمنازلهم، بعد أن أكد أن استعمال أجهزة الإعلام الآلي التي أضحت متوفرة بالمؤسسات التربوية تستغل وفق حدود وهناك صرامة من قبل الأساتذة. ونقلت إحدى الأستاذات بمدرسة شلبي الواقعة بولاية البليدة، أن أساتذة تعرضت لنفس السيناريو، حيث التقطت لها صورة وتم عرضها في الفايس بوك، قبل أن تكتشفها ابنتها، ووصل الخبر الى زوجها ما أحدث خلافا بينهما كاد أن إلى الطلاق. وأكدت مصادرنا أن الأساتذة الذين يقعون في مثل هذه “الدعابات” الثقيلة، هم من فئة المؤطرين غير المرغوب فيهم من قبل التلاميذ، وغير المحبوبين من طرف فئة معينة من المتمدرسين، إما لصرامتهم معهم، أو لعدم مقدرة الأساتذة كسب مودة تلامذتهم. فيما أجمع العديد من الأستاذة المتعاقدين الذين يعملون في مناطق نائية بمختلف ولايات الوطن الذين التقت معهم “الفجر” أمام قصر المرادية، حيث ينظمون احتجاجا منذ قرابة الأسبوعين لمطالبة الإدماج، أن التلاميذ بهذه المناطق لا يسمعون بهذا النوع من الوسائل، حيث أوضحت أستاذة تعمل بمنطقة معزولة بإحدى مداشر برج بوعريريج أن تجربتها في التدريس ومن خلال طرح بعض المواضيع التي تخص الأنترنت أو وسائل الاتصال الحديثة، فإن التلاميذ يبقون صامتين حيث لا تجد عندهم معلومات عن استعمالات هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة، ونفس الشيء أوضحه أستاذ من ولاية الواد، وآخر من تيبازة وبالضبط من منطقة سيدي غيلاس، حيث أجمعوا أن تلامذتهم يختلفون عن زملائهم القاطنين في المدن الكبرى والمتحضرة، حيث كل وسائل الرفاهية متوفرة. من التشهير بالأساتذة إلى الاستهزاء بالزملاء ولدى محاولتنا استقصاء بعض آراء التلاميذ بمختلف الأطوار الثلاثة، بالتقرب أو الاتصال بهم، تفاجأنا بالإجابات المقدمة، حيث وجدنا تلاميذ من نفس العمر ونفس المستوى التعليمي، يصرحون بمعلومات مختلفة تماما ومتناقضة، بسبب الاختلاف في نمط المعيشة، ومستوى الرفاهية، فمثلا هبة التي تدرس بمتوسطة لعربي تبسي ببلكور بالعاصمة، أكدت أنها تعرف جيدا الفايس بوك، إلا أن والدتها تمنعها من الذهاب إلى نوادي الأنترنت إلا عند الضرورة “للبحوث” وتكون مرفقة بأخيها، الذي يدرس معها في نفس المتوسطة. وأضافت أنها تحترم رأي أمها باعتبار أن مشاكل عديدة تنجم عن هذه الوسيلة، خصوصا بعد الحادثة التي وقعت لإحدى صديقاتها، حيث وجد أخوها صورتها في الفايس بوك أكثر من مرة فأقدم على ضربها ضربا مبرحا وكاد يوقفها من مزاولة اادراسة، رغم معرفته بأن أخته لم تكن مذنبة، وإنما أحد التلاميذ هو من التقط لها صورة وبثها في الفايس بوك. وقصة أخرى سردتها لنا هبة، ضحيتها هذه المرة تلميذ بسبب بدانته، حيث بثت له صورة وهو داخل كسكروط” صندويش”، للاستهزاء بسمنته، ما أدى إلى نشوب مشاجرة مع الفاعلين داخل قسمهم واستعملو أداة “المدور”، التي كادت أن تسفر عن جرحى لولا تدخل الأستاذ. أما أخ هبة، المدعو محمود الذي يدرس في المتوسط، فقد قالها وبصريح العبارة “أنا معنديش الدراهم باش نروح إلى سيبر كافي”، مؤكدا أنه لولا عائق المال لكان من مستعملي الفايس بوك، باعتبار أن رفاقه مشاركين فيه، في الوقت الذي قال عز الدين الذي لا يتجاوز ال11 سنة، والذي يدرس بمدرسة نفيسة بباب الواد، إن عشقه للفايس بوك راجع لحبه لتحميل صور لاعبي الفريق الوطني في مختلف لقاءاتهم زيادة إلى آخر الأغاني الصادرة عنهم، التي يتم تبادلها مع أصدقائه الذين يدرسون في الابتدائي. ونفس الشيء للتلميذة ريمة، التي تقطن بباش جراح، حيث أكدت أنها تستعمله رفقة زميلاتها من أجل التعرف على أصدقاء خارج الجزائر للتواصل معهم وتبادل الآراء، رغم صغر سنها، حيث لا تتجاوز 14 سنة. “التلميذ يريد إسقاط الأستاذ” في حين أن تلاميذ من نفس عمر عينتنا خارج العاصمة، أكدوا أنهم لا يعرفون هذه الوسيلة، على غرار بلال الذي يقطن بالعنصر ولاية جيجل الذي أكد أن الإعلام الآلي يستعلمه فقط للعب، ونفس الشيء بالنسبة لرضا ونزيم اللذان يدرسان مثل بلال في الابتدائي، حيث عند طرحنا عليهم سؤال هل تعلمون ما “الفايس بوك”، صرحوا أنهم لا يعرفون أين يقع ظنا منهم أننا نسألهم عن منطقة معينة، ما يظهر حجم الفرق الشاسع بين أبناء مختلف مناطقنا، والدور الذي يلعبه المحيط في تربية الأطفال. ومهما يكن من أمر، يبقى الفايس بوك خطرا يحدق بالمؤسسات التربوية الجزائرية، بالنظر لعدم مقدرة البالغين التحكم في التلاميذ، إما في البيت أو خارجه، ورغم سنّ قوانين بمنع النقال في المدارس أو منع بعض أصحاب نوادي الأنترنت استقبال الأطفال إلا بحضور وليهم، وجد هؤلاء طرقا للإبحار في المناطق الممنوعة، خصوصا لدى العائلات ذات المستوى المعيشي المرفه. وفي هذا الشأن، قال المكلف بالإعلام على مستوى نقابة الأساتذة “الكناباست” بوديبة مسعود إن منع التلميذ من هذه الوسيلة من المستحيلات، ولمحاربتها يجب التركيز على التوعية. وهو ما أكده مدير متوسطة الورود الذي دعا مسؤولي المدراس إلى تجنب استعمال الردع مع التلاميذ ودعاهم إلى تبني تجربته، لترك المجال أمام التلاميذ للتعبير عن آرائهم بكل حرية ودون خوف. بين الإيجابيات والسلبيات شعرة واحدة في الوقت الذي أكد فيه المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين عمراوي مسعود، أن “الفايس بوك” ليس طابو، يثير المخاوف، بغض النظر عن سلبياتها وإيجابياها، أكد أساتذة آخرين أنه حتى وإن استعملت من طرف تلاميذ لأغراض سلبية كما فعل طلاب الثانوي مع بداية هذا العام بتحريض زملائهم على الانضمام إلى الإضرابات التي شنّوها ضد كثافة الدروس، حيث شلّت ثانويات بأكملها لأسابيع وخرج طلبة النهائي في نفس اليوم والساعة إلى الشورع، بسبب النداء الذي وجّه على صفحات هذه الأخيرة، وقضية النداءات التي وجّهها تلاميذ في المتوسط للانضمام للمسيرات التي ترأسها سعيد سعيدي ورفاقه، حيث وصل الأمر إلى اعتقال تلميذ في ال15 من عمره كان يحرض زملاءه للخروج إلى الشارع ببلكور بالعاصمة، بالرغم من هذه المساوئ، نجد استعمالات إيجابية لها حيث أصبحت وسيلة لتبادل الدروس والتمارين للتحضير لشهادة البكالوريا مثلا بالنسبة لطلبة النهائي، بإشراف من أساتذتهم، حسبما كشفه لنا مربون من تيزي وزو وسطيف. وتبقى هذه الوسيلة كغيرها من وسائل التكنولوجيا الحدثية كالهاتف النقال، والأنترنت، والفضائيات لها سلبياتها وإيجابياتها، وإن كان التلميذ والطفل القاصر غير واعٍ بما قد يكون من عواقب للاستعمال الخاطئ لمختلف هذه الوسائل، فالأمر يتطلب من الولي ومختلف الجهات الوصية به، اليقظة وتفعيل المراقبة، باعتبار أن المتمدرسين حاليا هم رجال الغد وإطارات الدولة الجزائرية الذين هم بحاجة إلى حماية بشتى الطرق.