أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أمس، بالعاصمة التونسية على أهمية دور بلدان الجوار في العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي عاجل للأزمة التي تعرفها ليبيا. وشدد مساهل في تصريح صحفي عقب المحادثات التي جمعته مع وزير الشؤون الخارجية التونسي محمد المولدي الكافي على أهمية دور دول الجوار -الجزائروتونس- في العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي عاجل للأزمة التي تشهدها ليبيا لما فيه مصلحة الشعب الليبي ومصالح دول الجوار وذلك ضمن إطار المنظمات الدولية وبالخصوص الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية . وأوضح أن الجزائر تتابع باهتمام بالغ مستجدات وتطورات الأوضاع في هذا البلد لافتا إلى أن وجهات نظر الجزائروتونس تعتبر متطابقة بخصوص هذه القضية معربا عن أمله في عودة الاستقرار والطمأنينة إلى هذا البلد في إطار الحوار المباشر بين كل الليبيين حفاظا على وحدة ليبيا وسيادتها وحرمتها الترابية. وحول التعاون الثنائي، أبرز مساهل أن الطرفين تناولا نتائج أشغال الدورة الخامسة عشرة للجنة المتابعة التونسيةالجزائرية وسبل تدعيم الشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتربوية، كما تناول اللقاء التحضيرات الجارية لعقد الدورة المقبلة للجنة الكبرى للتعاون بين الجزائروتونس التي يترأسها كل من الوزير الأول الجزائري ونظيره التونسي. وفي معرض حديثه عن السبل الكفيلة بدعم علاقات التعاون في شتى المجالات، استعرض مساهل القطاعات الهامة التي تستقطب الاهتمام ومنها على الخصوص استكمال إجراءات المصادقة على ملاحق قواعد المنشأ التابعة للاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين البلدين، مركزا على قطاعات الطاقة والمناجم والاستثمار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والسياحة والصحة والتعليم التي اعتبرها قطاعات تتطلب العناية بها وإيلائها الاهتمام البالغ لما لها من أهمية في تجسيد التعاون والتكامل بين البلدين. وقدم الوفدان الجزائريوالتونسي تقييما مرحليا لمدى تقدم مختلف أشغال ورشات التعاون التي تمت المبادرة بها خلال الدورة ال18 للجنة المختلطة الكبرى التي انعقدت بالجزائر في 26 ديسمبر 2010 برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، حيث تم التوقيع على 12 وثيقة تتعلق بالتعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والخدماتية، فيما بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين السنة الفارطة 600 مليون دولار أي بزيادة تقدر ب5.6 بالمائة عن سنة 2009، كما أكد المسؤول التونسي على أهمية دعم التشاور بين المسؤولين في البلدين لضمان الأمن والاستقرار في منطقة المغرب العربي على ضوء مستجدات الأوضاع في ليبيا، مبرزا الجهود المبذولة في كلا البلدين قصد الحفاظ على وحدة الشعب الليبي وإعادة بناء هذا البلد . كما أجرى مساهل محادثات مع وزير التجارة والسياحة التونسي مهدي، حيث تطرق المسؤولان إلى مسألة التعاون في المجال السياحي مؤكدان أهمية دعم الجهود من أجل ترقية وتعميق التعاون بين البلدين، حيث أشار مساهل إلى ظروف استقبال السياح الجزائريين وإقامتهم في تونس، وهو ما عبر عنه الوزير التونسي الذي أكد استعداد بلاده لاستقبال السياح الجزائريين في شتى مناطق تونس في أحسن الظروف، مبرزا الضمانات والإجراءات المتخذة من أجل توفير الاستقبال الحسن للسياح الجزائريين لقضاء عطلهم بتونس في مناخ جد ملائم.