كشف عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عن إعداد خريطة انتخابية لخزانات الأصوات لكل لون سياسي، انطلاقا من المعطيات الموجودة ومن نقاط القوة والضعف التي يعرفها الأفلان، حيث ستعرض الخريطة على الدورة المقبلة للجنة المركزية للمصادقة عليها، وقال إن »هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها وسيشتغل عليها مركز الدراسات والتحليل والاستشراف التابع للحزب بهدف التحكم في الفعل الانتخابي استعدادا للاستحقاقات المقبلة«. أكد عبد العزيز بلخادم، خلال إشرافه على ندوة حول »السوسيولوجية الانتخابية وسلوكات الناخب«، بمقر الحزب المركزي، أن هذه الندوة هي بداية لسلسلة من اللقاءات العلمية والتطبيقية فيما يتعلق بالعملية الانتخابية وذلك انطلاقا من دراسة سوسيولوجية الناخب وانتهاء بوضع خريطة انتخابية وعليه يجب الذهاب إلى لقاءات متخصصة بعد هذه الندوة والتي ستجمعنا بأمناء المحافظات من أجل الشروع في ملئ الاستمارات والتي ستساعد على تلوين هذه الخريطة بناء على معطيات ميدانية دقيقة. وأضاف الأمين العام للحزب، موضحا أن تجربة الأفلان تؤكد ضرورة الاهتمام بالناخب لأن الرأي يأتي دائما من الجماعة وهي ممارسات موجودة في المخزون الثقافي للأمة، ولا يجب أن ننسى أن قضية الانتخابات مرتبطة بعديد العوامل وفي مقدمتها العنصر البشري لنتساءل لماذا يقبل البعض على العملية ويدبر البعض الأخر عنها؟. وفي سياق متصل، أشار بلخادم إلى مرجعية الأفلان الذي يعد وريثا لحزب الشعب الذي كان يدخل بدوره في منافسات انتخابية وبالتالي فيجب العمل على عدم المساس بنتائج الانتخابات، هذه العملية التي تبقى جد معقدة وهي الميزان لقياس مدى إقبال الناس وحرصهم على أن يجدوا في هذه النتيجة من اختاروه لقيادة مؤسسات الدولة وهياكلها، كما ترتبط العملية بطبيعة النظام الانتخابي وما تفرضه من نقاش خاص بالقوائم المغلقة أو المفتوحة، نظام النسبية أو الأغلبية وغيرها من الإشكاليات. واعتبر المتحدث أن العزوف الانتخابي يكون دائما ناتجا عن شكوك الناخبين في حسم العملية منذ البداية خاصة عندما يتعلق الأمر بالقوائم المغلقة، وعليه يجب أن نفكر في كيفية معالجة مثل هذه القضايا، وهل يجب الذهاب نحو قوائم مفتوحة لتكريس مزيد من الديمقراطية. وبالنسبة لبلخادم، فإن ثقل الرواسب الاجتماعية ترك بعض السلوكات تتغلب على ما تتمناه الأحزاب عندما تقد مرشحين وهنا تتدخل عوامل أخرى كالقرابة والعشائرية وغيرها من المعطيات التي يجب دراستها بدقة. واستطرد بلخادم قائلا »إن هذه القضايا تؤدي بنا إلى فتح نقاش واسع وثري بعيدا عن تطور الأمور من منطق شخصي ويجب استخلاص زبدة النقاش للوصول إلى فرضيات وتقديم اقتراحات للمكتب السياسي واللجنة المركزية وفيما بعد إلى نواب الحزب في المجلس العشبي الوطني والذين يشكلون أغلبية بهدف الحديث عن هذه القضايا. أما فيما يتعلق بسلوكات الناخبين والتي لا تحكمها قوانين، فقد أشار الأمين العام إلى ضرورة العمل على تحسين الأداء الانتخابي ونشر الوعي الجماعي لتغليب الصالح العام على المصلحة الخاصة. وفي حديثه عن العزوف الانتخابي، دعا الأمين العام إلى دراسة في محيطه، مشيرا إلى الديمقراطيات العريقة التي أصبحت تعاني بدورها من هذه الظاهرة، حيث أصبحت نسبة التصويت على لا تتعدى 50 بالمائة، في حين نجد إقبال كبير على صناديق الاقتراع في الديمقراطيات المستحدثة لا سيما في أوربا الشرقية. وعليه فيجب دراسة هذه السلوكيات عندما يتعلق بقوائم فيها نساء أو شباب ومدى تطورها، إضافة إلى فتح ورشة حول الدراسات من أجل سبر الآراء على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني، خاصة وأن العملية منعدمة ونجد أنفسنا بالمقابل أمام نماذج من سبر للآراء غير دقيقة ولم تأخذ بعين الاعتبار أي معطيات علمية، فالهدف هو توحيد الرأي العام وبذلك سنقوم بإنشاء خلية بالأفلان تكون بمثابة البذرة الأولى لهيئة سبر الآراء.