أكد السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية المجاهدين أن الجزائر تسير على خطى المبادئ التي رسمها بيان أول نوفمبر، وأكبر دليل على ذلك هي المنجزات والمكاسب التي تحققت في الميدان بعد الاستقلال، وقال عبادو »إننا نعترف بأنه توجد العديد من النقائص التي كانت مُتوقعة، بفعل المشاكل والصعوبات التي أعقبت استرجاع السيادة الوطنية«. أشار عبادو في حوار خص به »صوت الأحرار«، أول أمس، إلى أنه لا يعقل أن 132 سنة من الاستعمار الفرنسي الإستيطاني الذي مارس مختلف أنواع طمس الهوية الوطنية والعمل على تخلف الجزائريين، يقابله إنشاء دولة حديثة دون أن يصادفها أزمات ووضع غير مستقر للبلاد، وهذه ليست سابقة جزائرية إذا غصنا في تاريخ شعوب الدول الحديث. وفي ردّه على التصريحات التي أطلقتها الدبلوماسية الفرنسية حول الذاكرة الوطنية قال عبادو »ألان جوبي نسخة مُكررة لكوشنير، مما يجعلنا نتأكد للمرة الأخيرة أننا لن ننتظر مواقف ايجابية من ساسة الدولة الفرنسية الذين يرفضون التخلي عن أفكار الهيمنة والذهنية الاستعمارية«، مؤكدا أن لعاب المسؤولين الفرنسيين يسيل تجاه القضايا الاقتصادية وملف الاستثمارات، بالمقابل يتعاملون باستعلاء إذا ما تعلق ذلك بملف الذاكرة. وأردف عبادو قائلا »لا يمكن نسيان مخلفات الاستعمار التي كانت حصيلتها مدمرة بعد الاستقلال ولا يمكن نسيان آثار التجارب النووية والألغام وحتى التخلف الذي فرضه علينا المستعمر بحكم طول الفترة الاستعمارية، لهذا رسالتنا واضحة، الاستعمار مُجرم ويجب تجريمه عبر قانون يضمن استعادة الحقوق المسلوبة«. وحول مستوى العلاقات التي تجمع البلدين أكد عبادو، أنها تتأرجح بين السيئة والعادية، ولا تخرج عن المستوى العادي جدا، وسيصب هذا المنحى في صالح دول أخرى على غرار أمريكا والصين، بحيث لن تعرف علاقاتنا الاستثناء أبدا مع التماطل الفرنسي في التعاطي مع مطالبنا، والكيل بمكيالين في التعامل مع الدول، إذ بينما هي تطالب تركيا بالاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الأرمن، تتنكر هي لمبادئها مع الجزائر، بل وتجني على نفسها في تمجيد الاستعمار، وستظل قضايا الذاكرة المعرقل الأول لعلاقات متميزة.