أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو، اول امس، بغليزان في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى ال47 لاستشهاد البطل الرائد بن عدة بن عودة المدعو "سي زغلول" على ضرورة الحفاظ على أمانة الشهيد وتذكر ما قدمه من تضحيات وبطولات وتبليغ رسالة نوفمبر المجيدة للأجيال الصاعدة. وأشار السيد عبادو إلى أن الوفاء لعهد ومبادئ الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل استقلال الوطن "يستدعي أخذ العبرة من تضحيات الشهداء والعمل بإخلاص من أجل بناء دولة جزائرية قوية وموحدة يعيش فيها كل الجزائريين في حرية واستقرار وأمان وتآخ". واعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين الشهيد بن عدة بن عودة الذي استشهد خمسة أيام فقط قبل تاريخ وقف القتال رمزا من رموز الثورة التحريرية المجيدة، وقد كانت حياته عامرة بالبطولات والتضحيات وقد تقلد مناصب عليا في جيش التحرير الوطني مستمدا قوته الوطنية والتربوية والإسلامية من الزاوية باعتبارها قلعة للعلم والدين والجهاد. واغتنم السيد عبادو مناسبة إحياء هذه الذكرى ليدعو المواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة "حتى نبرهن أننا مواطنون أحرارا نعبر عن إرادتنا بشكل صحيح ونقدم صوتنا للشخص الذي يستحقه" معتبرا أن "الجزائر كبيرة بتاريخها واقتصادها وموقعها الاستراتيجي، مما يجعلها بحاجة إلى قيادة قوية ومؤهلة للحفاظ على الوطن" . وفي رده على دعاة مقاطعة الاستحقاقات الرئاسية، أشار السيد سعيد عبادو إلى أن "ضميرنا وإخلاصنا للشهداء الأبرار لا يسمحان لنا بإنكار الإنجازات المحققة والمجهودات المبذولة في العشرية الأخيرة مقارنة بالوضع الذي كان سائدا في التسعينيات من القرن الماضي فالبداية سليمة وقد وضعت الأسس كما سيتم التصدي إلى كل النقائص" واصفا أصوات المقاطعة "بالفاشلة التي تريد أن تؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه". وأضاف السيد عبادو أن المنظمة الوطنية للمجاهدين قد اختارت المترشح المستقل للرئاسيات السيد عبد العزيز بوتفليقة "للاستمرار في المسؤولية" بالنظر إلى ما حققه على مدار عهدتين رئاسيتين في شتى المجالات و"مشروعه التنموي المستقبلي الكبير" مضيفا أنه "لولا الشجاعة والالتزام والمبادئ الثورية والعمل في كل الاتجاهات الداخلية والخارجية للمجاهد عبد العزيز بوتفليقة لما استطاعت الجزائر تخطي كل الصعوبات والمشاكل التي عرفتها" . وللإشارة فقد شملت مراسيم إحياء الذكرى ال47 لاستشهاد بن عدة بن عودة على توجه الأمين العام للمنظمة رفقة السلطات الولائية وجمع من المجاهدين والمواطنين إلى مقبرة الشهداء لغليزان، حيث تم وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري ورفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيد الوطني مع قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة. وللتذكير فإن الشهيد بن عدة بن عودة "سي زغلول" الذي ولد سنة 1927 بدوار "العناترة" ببلدية سيدي امحمد بن عودة (20 كلم عن عاصمة الولاية) قد التحق بصفوف الثورة التحريرية المجيدة سنة 1956 فعين قائد للعمليات العسكرية برتبة ملازم وأشرف بذلك على المنطقة الممتدة من ندرومة إلى وهران، كما شارك في عدة معارك ضد قوات المحتل الفرنسي كمعركة سيدي غالم الشهيرة ببلدية طفراوي بولاية وهران. وقد رقي سي زغلول بعد عقد مؤتمر الصومام إلى رتبة ملازم أول وعين قائدا عسكريا بالمنطقة الرابعة للولاية الخامسة التاريخية قبل أن يلقى عليه القبض سنة 1959بضواحي عين تموشنت اثر إصابته بجروح خطيرة خلال اشتباك مع الجيش الفرنسي. وقد تعرض البطل بن عدة بن عودة إلى شتى أنواع التعذيب قبل أن يحكم عليه بالإعدام يوم 3 ماي 1960 من طرف المحكمة العسكرية لوهران غير أنه استطاع الفرار من السجن في السنة الموالية، حيث عين كرائد لجيش التحرير الوطني بنفس الولاية التاريخية. وخاض المجاهد بعدها عدة عمليات عسكرية بطولية بمناطق مختلفة من الوطن ليسقط في ميدان الشرف يوم 14 مارس 1962 بمزرعة أولاد برخرخ التابعة حاليا لبلدية جديوية اثر كمين نصب له من قبل جيش المستعمر الفرنسي.