حملت وثيقة خاصة بالتحضير للاستحقاقات المقبلة تصورا واضحا يتعلق على وجه الخصوص بالبرنامج الانتخابي والحملة الانتخابية وتواجد المرأة، كما تطرقت إلى أهم الجوانب المتعلقة بالعملية الانتخابية. وتطرقت وثيقة الحزب التي وزعت على أعضاء اللجنة المركزية من أجل مناقشتها خلال انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية، أمس، أهم جوانب العملية الانتخابية وقدمت تشريحا لظاهرة العزوف الانتخابي ونقص المشاركة الشعبية في الانتخابات، وحسب ذات الوثيقة فإن أسباب العزوف تعود إلى جملة من العوامل منها استحواذ الإدارة على صلاحيات المنتخبين ولا سيما المنتخبين المحليين وكذا شعور الناخبين بعدم تبني مشاكلهم في البرامج الانتخابية للأحزاب. وفضلا على هذه الأمور فإن عدم استشارة المنتخبين المحليين وأعضاء البرلمان في إعداد وتنفيذ ومراقبة البرامج التنموية المحلية وكذا مسؤولية الأحزاب في إعداد قوائم المترشحين تقف وراء العزوف عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، وعليه يقترح الأفلان إعادة النظر في قانون تقسيم الدوائر الانتخابية بما يضمن تمثيلا أوسع لمناطق الجنوب والهضاب العليا في حدود 6 مقاعد على الأقل. كما يقترح إعادة النظر في القانون الأساسي لعضو البرلمان بما يضمن له ممارسة صلاحيات محلية وتفعيل دوره الرقابي على المستوى الوطني، ويدعو حزب جبهة التحرير الوطني أيضا إلى تفعيل العمل السياسي، وإبراز الأثر الفكري للأحزاب والإعداد الجيد للترشيحات عند مراجعة قانون الانتخابات. من جهة أخرى أشارت الوثيقة إلى أن الانتخابات التشريعية القادمة ستحدد الانتماء للوزير الأول، كما ستكون لها تأثيراتها الكبيرة في رسم المعالم الرئيسة لرئاسيات 2014 بكل وضوح وجلاء، وعلى ضوء ذلك فإنه يتعين بالدرجة الأولى تحديد معالم الاستحقاقات القادمة بما يضمن نجاح قوائم الحزب في مختلف جهات الوطن وفي الهجرة. أما بخصوص البرنامج الانتخابي للحزب فتؤكد الوثيقة على ضرورة إعداده بدقه وتفصيل، داعية إلى التذكير بالإنجازات المحققة على مستوى كل دائرة انتخابية مع التركيز على الاعتمادات المالية المرصودة لها إلى جانب إبراز موقف الحزب من بعض القضايا الوطنية المطروحة على الساحة السياسية مثل التشغيل والسكن والصحة والمنظومة التربوية والبيروقراطية ودعم الاستثمار والفساد. وفي ذات الإطار ركزت الوثيقة على سبل نجاح الحملة الانتخابية التي يجب أن تتضمن دراسة مختلف جوانب الحملة الانتخابية حسب خصوصية كل منطقة وكل فئة مع اللجوء إلى الاختيار الأنسب والدقيق وانتقاء مؤطري الحملة من خطباء مرشحين أو غير مرشحين وخصوصا من القياديين المؤثرين. على صعيد آخر، تطرقت الوثيقة إلى دور المرأة في الانتخابات، داعية إلى إيلاء العناية للعنصر النسوي خاصة في الريف بما يضمن تواجده في الحياة السياسية ويحقق اندماجه في تسيير الشأن المحلي العام بعيدا عن ذهنية التهميش و الإقصاء، أما عن دور الإعلام والاتصال في نجاح العملية الانتخابية فتدعو الوثيقة إلى تنصيب فريق عمل مع بداية الدخول الاجتماعي القادم يتشكل من مجموعة من الصحفيين المتخصصين في الإعلام المكتوب والسمعي البصري، ويضم الفريق الأول صحفيين مناضلين والمتعاطفين مع الحزب للقيام بدراسات وتحاليل وبحوث لنشرها في بعض الصحف. ولم يقتصر مضمون الوثيقة على موضوع الانتخابات بل تعداه إلى الوضع الراهن للحزب بحيث تم التأكيد على أن الحزب يعيش بعض المشاكل الناتجة عن مجموعة من العوامل تتطلب من الجميع الإسهام بالقدر اللازم لمعالجتها بموضوعية قبل الاستحقاقات القادمة.