اجتمع، أمس، المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني برئاسة عبد العزيز بلخادم، وتناول القضايا المدرجة في جدول الأعمال المتعلقة أساسا بالتحضيرات الخاصة بالدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي تنعقد اليوم وغدا، والتي تناقش وثيقة تتناول مشروع برنامج العمل المتعلق بجوانب التحضير للاستحقاقات القادمة. أوضح قاسة عيسي عضو المكتب السياسي مكلف بأمانة الإعلام والاتصال بالحزب، أن نقاشات أعضاء المكتب السياسي انصبت حول موضوع الإصلاحات الشاملة التي باشرها رئيس الجمهورية، واستكمالا للاقتراحات المقدمة للجنة المشاورات السياسية برئاسة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، والذي يخص قضية الدستور بحكم أن بعضا من جوانب هذه الاقتراحات محل نقاش لهياكل وقواعد حزب جبهة التحرير الوطني بناء على القرار، الذي اتخذ خلال الدورة الرابعة للجنة المركزية المنعقدة في جوان الماضي. وفي ذات الصدد ذكر قاسة عيسي بأن النقاش لازال مستمرا حول طبيعة النظام على وجه الخصوص، إضافة إلى بعض الجوانب حول مواضيع أخرى متعلقة بالدستور، موضحا أن مشروع الدستور سيكون محل دراسة من طرف لجنة وطنية يشكلها رئيس الجمهورية مستقبلا، حيث سيقدم المشروع إلى المجلس الوطني الذي ينبثق من انتخابات 2012، وإذا كانت الاقتراحات -يضيف قاسة- تمس بالتوازن بين السلطات ولها بعد عميق حسب ما أشار إليه رئيس الجمهورية في 15 أفريل الماضي، فمن الممكن الذهاب إلى استفتاء شعبي بناء على ما يخوله الدستور. كما ناقش أعضاء المكتب السياسي في اجتماع أمس، الذي يسبق انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية اليوم، النشاطات التي ميزت الفترة منذ انعقاد الدورة الرابعة للجنة المركزية والمتعلقة أساسا بمعالجة بعض الوضعيات التي كانت محل طعون على مستوى بعض المحافظات كقالمة، برج بوعريريج، غرداية وبشار، حيث أوفد الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم أعضاء من لجنة اليقظة للاتصال بالهيئات والهياكل القاعدية ومعالجة القضايا في الميدان أو تقديم اقتراحات إلى الأمين العام والمكتب السياسي للبت فيها، وذلك عملا بالتوصية المدرجة في لائحة التنظيم التي صادقت عليها اللجنة المركزية في دورتها الأخيرة. من جهة أخرى اطلع المكتب السياسي على العروض المقدمة من طرف أعضائه حول النشاطات التي تم القيام بها خلال هذه الفترة كانعقاد الندوة الجهوية للمرأة بمحافظة بجاية في 16 جويلية الماضي والتي ضمت عددا من محافظات ولايات الشرق الجزائري، وتلبية دعوات في نشاطات بعض التنظيمات الشبانية والطلابية مثل انعقاد المؤتمر الثالث للتضامن الوطني الطلابي وبعض الجمعيات الصيفية كالمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، إلى جانب التطرق لبعض المبادرات التي قامت بها بعض المحافظات كمحافظتي بسكرة وقسنطينة والخاصة بالنشاطات المتضمنة تعميق النقاش في الإصلاحات السياسية والجوانب التنظيمية. وأفاد قاسة عيسى، أن المكتب السياسي تطرق أيضا لدراسة إيجاد ظروف ملائمة لانعقاد الجامعة الصيفية بمحافظة عنابة، سبتمبر المقبل إذا توفرت الهياكل والظروف المادية والتقنية لذلك، كما تناول مواضيع خاصة بشهر رمضان والاستعدادات المتعلقة بالدخول الاجتماعي الخريف المقبل. ومن بين هذه المواضيع التي تم مناقشتها دورة المجلس الشعبي الوطني التي تشمل مواضيع هامة من بينها القوانين المقترحة في إطار الإصلاحات السياسية، كالقوانين التي صادق عليها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير كقانون التنافي وقانون الولاية إلى جانب قانون الإعلام الذي من الممكن أن يكون جاهزا في هذه الفترة. وبعد الاستماع إلى توجيهات الأمين العام للحزب خاصة في الوضع السياسي العام وبعض القضايا المتعلقة بالوضع الدولي، سيما الأحداث التي تعرفها المنطقة العربية والبلدان المجاورة كالوضع في ليبيا ومنطقة الساحل، حث بلخادم على تجنيد كل الهيئات وهياكل الحزب لتكثيف النشاط خلال هذه الفترة بتوحيد الصفوف وتقويم الهياكل التي تعرف بعض النقائص، إلى جانب تعبئة جميع القواعد النضالية في هذه المرحلة.