ماذا يحدث في الأفلان، الحزب العتيد في مفترق الطرق، تهديد بالاعتصام وبلخادم في خطر•• تلك بعض التهويلات الزاخرة بالأقاويل والاشاعات التي طفحت بها الساحة السياسية والإعلامية في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد التعديل الحكومي الأخير الذي تحول في نظر البعض إلى ورقة سياسية للتهديد والابتزاز• بداية، تجدر الإشارة إلى أنه ليس غريبا أن يحظى الأفلان دائما باهتمام خاص من طرف وسائل الإعلام والفاعلين السياسيين والمهتمين بالشأن العام، حيث أن الأضواء، خافتة كانت أو كاشفة، مسلطة دوما على ما يسمى ب "المعارك" الصامتة أو الساخنة التي تجري في بيت هذا الحزب الكبير• يوميا، لا تخلو صحيفة من الحديث عن الأفلان ولا يكاد جمع يلتئم إلا وكان هذا الحزب حاضرا، حيث تجري الأحاديث عن هذه "الهوشة" أو تلك "المعركة" أو ذلك "التغيير" أو تلك "الطبخة" التي حدثت هنا أو هناك!•• الأفلان هو الحاضر أبدا، يأبى أن يغيب عن صنع الحدث، وكأنه يعطي الدرس تلو الدرس، وهو يقول بالمختصر المفيد: إن الأفلان الذي يوجد دائما على :"صفيح ساخن" أفضل بكثير من أن يوجد على صفيح بارد أو متجمد، حيث يصبح مناضلوه في هذه الحال أشبه ما يكون ب "الببغاوات" التي لا دور لها إلا تقليد الأصوات، أو "الموميات" المحنطة التي تصلح فقط للفرجة واسترجاع التاريخ• لقد توهم البعض أن ترك عبد العزيز بلخادم لمنصب رئاسة الحكومة هو فرصة ثمينة للإجهاز على الحزب وعلى أمينه العام وقيادته! ويؤكد ذلك أن "الواهمين" وحدهم هم الذين يتصورون أن حزبا بحجم الأفلان يمكن أن تؤثر فيه هبة ريح - مع أنها قد تكون مفيدة- أو تزعزعه تلك "الكمائن" المنصوبة هنا أو هناك أو تدفعه للتراجع عن خياراته السياسية• إن حملة التحريض التي اشتدت منذ أسابيع تدعو إلى طرح سؤال جوهري: هل الهدف منها تقوية مكانة الافلان أم إضعافه؟ يبدو أن الجواب واضح وصريح وهو أن الأفلان يقوى بمناضليه وأفكاره ومواقفه وتجذره الشعبي وتماسكه الداخلي وليس بالمناصب التي يشغلها قادته وإطاراته• إن تاريخ الأفلان الممتد على أكثر من نصف قرن زاخر بالدروس، وهي تؤكد أنه ليس من الغرابة في شيء أن "يتعارك" أبناء الأفلان، أن يختلفوا وأن يتصارعوا، لأنهم يرفضون أن يتحولوا إلى عقول خامدة وأفواه صامتة وعيون ميتة، كما هو حاصل عند غيرهم• ولعل مناضلي الأفلان في ذلك - وأتحدث هنا عن المناضلين الحقيقيين وليس المزيفين أو المغيرين أو الوافدين- يؤمنون بأن المناضلين الذين يفكرون وينتقدون أفضل من الذين يصمتون ويصفقون• اختلف أبناء الأفلان بالأمس وقد يختلفون اليوم أو غدا، وفي ذلك كله ظاهرة صحية، لأن في الحركة بركة ولأن المناضل الذي لا يبدي رأيه جهارا نهارا لا يصلح للنضال، ولأن الحزب الذي يتحول مناضلوه إلى "قوالب مستنسخة" أو أشبه ما يكون بمصنع السيارات الذي ينتج سيارات موحدة الشكل والمضمون، هو حزب لا حياة فيه ولا مستقبل له ولا فائدة ترجى منه• إن على الذين يرفعون أصواتهم اليوم، تحريضا واستغلالا لما يعتبرونه "الفرصة الذهبية" أن يدركوا جيدا أن مصير الحزب يتقرر داخل هيئاته وبين مناضليه وقيادته وليس ب "المكائد" والحملات الدعائية والتهديد بالاعتصام والاقتحام، وما إلى ذلك من تعابير هي أبعد ما يكون عن النضال وقيمه• تؤكد تلك الحملة أن القائمين بها والمروجين لها والمحرضين عليها مصابون بالعمى السياسي أو ب "الحول" الدائم، وإلا لماذا لا تتسلط الأضواء على تلك الحركية التي يعرفها الأفلان، وهي إيجابية رغم ما قد يطفو على السطح من سلبيات وما قد يحصل من تجاوزات، لكنها تؤكد حيوية الأفلان الذي قد تصل اختلافات مناضليه إلى خصومة معلنة، إلى درجة أن "الغسيل" يجد طريقه بسهولة إللى الشوارع وصفحات الجرائد، ولكن - وهذا ما ينبغي أن نتوقف عنده- هو أن هؤلاء المناضلين لا يلبثون أن يعودوا إلى بعضهم البعض، تأويهم دار واحدة، لا يرضون بغيرها بديلا• ذلك المناضل "الغاضب" والذي يستبد به الشعور بالإقصا، عن حق أو عن باطل، يدافع عن حقه في دار الأفلان، يخوض معركته من أجل التموقع داخل حزبه وليس خارجه، متذرعا في ذلك بمصلحة الحزب وليس مصلحته الشخصية! ذلك هو العنوان الذي يحتمي به "الغاضبون" وهو يكتسي ظاهريا، على الأقل، نوعا من الشرعية أو المشروعية، دون البحث في ما وراء الحملة وفي معنى الإقصاء اليوم ومدلوله بالأمس• إن الأفلان اليوم، ليس بالصورة التي يريدها مناضلوه وقيادته وأنصاره ومحبوه، تلك حقيقة لا ينكرها أحد، من الأمين العام إلى أبسط مناضل، لكن الحقيقة الأخرى التي ينبغي ألا تخفى على الأعين والآذان والقلوب أن الأفلان قد خرج من أزمة مهلكة كادت أن تعصف بوجوده، ومن الطبيعي أن يترك الزلزال العنيف تلك الهزات الارتدادية التي قد تهز "الاطمئنان" لدى بعض النفوس بين الحين والحين• ورغم كل ما يقال عن الأفلان، عن "غضب" بعض مناضليه، عن "الانقسام:" الذي تعرفه بعض القواعد، فإنه من حق هذا الحزب وحده أن يفتخر بأن مناضليه يتمتعون بحق النطق، في وقت يحق فيه لغيرهم أن يعتزوا بحق الصمت، كما هو حاصل في أحزاب "الزعيم الأوحد" و"الزعيم الأبدي" التي تعتبر مناضليها مجرد أتباع أو "قطيع" -مع الاعتذار مسبقا- ولعل الأفلان، وهذه هي الحقيقة، هو الحزب الوحيد الذي يمارس التداول على قياداته وهو ما يؤكد أن الأفلان حزب يتحرك -حتى ولو كانت له مشاكله الداخلية- وأنه ليس من فصيلة الأحزاب التي لا دور لمناضليها إلا رفع الأيدي ومباركة قرارات الزعيم الذي لا يعلو صوت على صوته• هل الأفلان على مفترق طرق؟•• قد يبدو ذلك لمن غابت عنهم الحقائق الصارخة، ذلك أن طريق الأفلان تحدده خيارات محددة ورؤية واضحة، مهما بلغت "الهجمة" التي تقودها تلك الأقلام والحناجر والمكائد، والتي تؤكد كل الوقائع أنها خارج الموضوع•• وأن الأفلان ليس محشورا في زاوية، كما أن ظهره ليس على الحائط حتى ترعبه أقاويل وإشاعات وحواجز مزيفة• أحلى الكلام كتب إليها يقول: في ذلك اليوم السعيد، في تلك اللحظة الجميلة، تسارع نبض قلبي، توقف عندك أنت.. آه، يا روح الروح، إنك أنت التي انتظرتك العمر كله.. ساد صمت عميق، كانت عيناك تلمعان، وجهك يشع بالبهاء، ابتسامتك تشرق بالفرح، كل شيء فيك يشدني إليك• قبلك، قبل أن أقع أسير هواك، كانت حياتي مجرد أيام تلتهم العمر.. معك يا عمري الجميل، اكتشفت نفسي، أدركت أنني أنا.. كل يوم تتطيب عيناي برؤياك، هو عمر جديد• دائما كنت أحلم أن أحظى بحبك، أنت التي أحببتك قبل أن أراك، فإذا أنت كما يحتفظ بك قلبي، حلوة جميلة، يزدان الكون بنور عينيك، نظراتك تعكس ذلك النقاء الذي يسكن قلبك• آه زهرتي الجميلة، اختارك القلب وحدك دون غيرك، أنت التي تخطفين الأضواء، معك صرت سعيدا، لا شيء يقلقني سوى فراقك، وتأكدي، يا كل العمر، بأني قد اخترت حبك ويكفيني سعادة أني أحبك وأحبك• اختارك القلب، لأنك أنت حب الحب وقلب القلب، لأنك أنت حياتي وأنت الحياة يا حياتي، لأنك أنت قمري، ملاكي عصفورتي، نور عيوني، سلطانة قلبي، يا أحلى ما في عمري. حبيبتي.. ها أنا أهديك قلبا لا ينبض إلا بحبك، أهديك عمرا أريد أن أحياه معك، يا عمر العمر، أنا مشتاق إليك، بكل أحاسيسي التي تناجيك.. أرجوك، يا حبي الأوحد، أن تنزلي قليلا لأتمكن من تقبيل عينيك. "الحكومة التي تحترم الشعب هي الجديرة باحترام الشعب.."