اتهم الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم أمس أطرافا لم يكشف عن هويتها بالوقوف وراء الحملة التي تستهدف الحزب العتيد وقياداته، وهي الحملة التي ربطها بلخادم بمبادرة الحزب قبل سنتين بالدعوة إلى تعديل الدستور وترشيح بوتفليقة لعهدة جديدة، كما اعتبرها تخفي نية في إضعاف الحزب وإبعاده عن دوائر صنع القرار. اختار عبد العزيز بلخادم في الخطاب الذي ألقاه أمس في افتتاح أشغال الدورة العادية للهيئة التنفيذية للحزب أن يتوقف عند الحملة التي تستهدف الحزب منذ فترة، وهي الحملة التي قال إنها ليست وليدة الأمس وربطها بالمبادرة التي قادها الأفلان قبل سنتين للدعوة إلى تعديل الدستور وترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، مذكرا بالانتقادات اللاذعة التي وجهتها بعض القوى السياسية للحزب آنذاك ورأت في مبادرته سبقا للأحداث ونوعا من الأنانية والاحتكار للعمل السياسي في الساحة الوطنية، كما لم تهضم هذه القوى من وجهة نظر بلخادم النجاح الذي حققه الحزب في معركة تعديل الدستور وفي إدارة الحملة الانتخابية للرئاسيات الأخيرة. ولم يستبعد الأمين العام للحزب العتيد أن يتعرض الأفلان لحملات أخرى في الأيام المقبلة، مؤكدا أن المهم ليس من يقود هذه الحملة وإنما في من يقف وراءها، في اتهام غير مباشر منه لجهات رفض الكشف عن هويتها يعتبرها تقف وراء الحملة التي تستهدف الجبهة والتي تجسدت في الادعاءات المغرضة والترويج لصراعات وهمية بين أعضاء أمانة الهيئة التنفيذية، وصراعات بين هيئات الحزب وحتى بين قياداته، واستشهد بلخادم بما أثير من ادعاءات عن خلافات وصراعات بينه وبين رئيس الغرفة البرلمانية الأولى عبد العزيز زياري. ومن وجهة نظر بلخادم فإن القدرة التي أثبتها الأفلان في تعبئة وتجنيد الشارع في الرئاسيات الأخيرة هو أحد أسباب استهداف الحزب من قبل الخصوم السياسيين الذين رفض تسميتهم، مكتفيا بالقول "إن هؤلاء لم يكونوا ليستهدفوا الأفلان لولا اقتناعهم أن لا شيء يمكنه أن يتم دون إرادة أو موافقة الحزب" في إشارة من بلخادم إلى معركتي تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو ما يؤكد في رأي بلخادم أن هذه الأطراف التي تستهدف الأفلان تريد إبعاده عن دوائر صنع القرار في البلاد. وحسب بلخادم فإن المواجهة الفكرية لا تخيف الأفلان بقدر ما تقلقه الصراعات والانشقاقات في صفوفه، مشددا على أهمية توحيد الصفوف، وخاطب أعضاء الهيئة التنفيذية قائلا "لا ينبغي أن نضرب بأيدينا" وأن المعركة ليست وهمية بل إن كل الأساليب سيستخدمها الخصوم السياسيون خاصة في الفترة المقبلة التي سيبدأ فيها التحضير للمؤتمر التاسع، وذهب إلى القول "يجب أن نعي أبعاد المعركة ونكون في مستوى المسؤولية لأن أي تناحر بين المنتخبين أو صراع بين القياديين هو خسارة للأفلان قبل أن يكون خسارة للشخص المعني". وأدرج بلخادم الحملة الإعلامية التي قادتها بعض الأطراف ضد قيادات في الحزب العتيد في إطار الحملة التي تستهدف الأفلان، وقال إن هذه الأطراف وبعد أن يئست واستنفذت كل المحاولات والمناورات للنيل من الأفلان لجأت إلى توجيه سهامها نحو قيادات الحزب التي هي أكبر من أن يشكك في جهادها أو في عطائها للوطن، مؤكدا أن هذه الحملة لا تستهدف هذه القيادات بقدر ما هي استهداف للحزب لأنه القوة السياسية الأولى وحامي رسالة أول نوفمبر.