كانت أمس مدينة الأخضرية بالبويرة على موعد مع احتضان الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد وانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 وذلك بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو والسلطات الولائية وجموع غفيرة من العائلة الثورية والمواطنين. وتميزت هذه الاحتفالات بتدشين المعلم التذكاري المخلد للشهيد الرائد سي لخضر المدعو مقراني رابح الذي هو أحد أبطال الأخضرية إبان الثورة التحريرية الذي ما زال اسمه عالقا بالأذهان. وولد الرائد سي لخضر في 16 نوفمبر 1934 بقرقور بالأخضرية حيث التحق بصفوف الثورة وعمره لم يتجاوز 20 سنة. وكان يتمتع بقدرات عالية في القيادة العسكرية وذكاء خارق جعلت العقيد أوعمران يسلمه قيادة مجموعة عين بسام في 1956 ثم خلف الشهيد علي خوجة كرئيس فصيلة حتى نهاية سنة 1957 حيث استدعي للقيادة العسكرية للولاية الرابعة. واستشهد في 5 مارس 1958 بمنطقة جواب بالمدية. وبذات المناسبة أطلق اسم المجاهد المرحوم العقيد أوعمران أعمر على المؤسسة العمومية الإستشفائية بالأخضرية. وولد العقيد أوعمران نحو سنة 1919 بفريقات. وكان محور نشاطه إبان الثورة التحريرية يتمركز بين قرية بني فودة وبني حليمة حتى دشرة قرقور حاليا. وعين حسب ما تضمنته نبذته التاريخية كمسؤول سياسي وعسكري على منطقة بالسترو وذلك للقيام بالعمليات التحسيسية مع التأطير والتجنيد لخوض المعركة الكبرى مع كبار المسؤولين آنذاك ومن بينهم أحمد بوقرة وعبان رمضان والعربي بن مهيدي بمنطقة الزبربر. وبينما كان متوجها للمشاركة في مؤتمر الصومام وقع في كمين للعدو بغابة الريش بجبال البويرة حيث جرح المجاهد على مستوى رجله لكنه أتم الطريق مع بقية الرفاق لحضور المؤتمر وتوفي بعد الاستقلال. وفي لقائه مع جموع المجاهدين وبعض عائلات الشهداء ومن بينهم عائلة الشهيد سي لخضر الذين تم تكريمهم بهذه المناسبة أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن اختيار منطقة الأخضرية للاحتفال بهذه الذكرى المزدوجة هي تقديرا لتضحيات الشهداء الذين سقطوا في هذه المنطقة مبرزا أن هجومات الشمال القسنطيني بقيادة القائد الرمز زيغود يوسف وضعت حدا وأعطت فكرة واحدة وهي أن الثورة مستمرة. كما أن مؤتمر الصومام كان بحق مرحلة أساسية في رد الاعتبار للدولة الجزائرية.