رجح المحلل السياسي، الدكتور سليم قلالة أن تشهد العلاقات الجزائرية الليبية مرحلة انتقالية قبل أن تعود إلى مجراها الطبيعي بالنظر للوضع غير المستقر في ليبيا حاليا ودور الأطراف الخارجية وتأثيرها في هذا التحول الذي عرفته ليبيا، ويذهب قلالة إلى أن الجزائر ستكون لها شروط فيما يخص تطبيع العلاقات مع الجارة ليبيا لعل أهمها المبادئ التي ستقوم عليها السياسة الخارجية للسلطة الجديدة في ليبيا. أوضح المحلل السياسي سليم قلالة في رؤيته لمستقبل العلاقات بين الجزائروطرابلس مستقبلا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي أن العلاقات الجزائرية الليبية ستشهد حتما مرحلة انتقالية تتوقف على تطور الأحداث في المنطقة، مرجحا أن لا تكون عودة الاستقرار سريعا في ليبيا بالنظر إلى طبيعة التحول الذي حدث ودور الأطراف الخارجية فيه وتأثيره على دول الجوار، وهو ما يجعل العلاقات بين البلدين من وجهة نظر قلالة معرضة لمرحلة انتقالية قد تطول وقد تقصر قبل أن تعود إلى مجراها الطبيعي. ويعتقد قلالة أن الجزائر سوف تكون لديها شروط فيما يخص تطبيع العلاقات مع الجارة ليبيا وستحكم هذه الشروط مستقبل، ولعل أهم شرط أو عامل سيؤثر في ذلك مدى العلاقة السيادية التي ستكون للسلطة أو الحكومة الجديدة في طرابلس وطبيعة العلاقات الخارجية التي ستكون لهذه السلطة الجديدة وكذلك المبادئ التي ستعلن عنها في مجال السياسة الخارجية، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية للجزائر معروفة ومبادئها واضحة وهو ما يجعل الكرة في ملعب السلطة الجديدة في ليبيا وأن الجزائر ستنتظر ما ستسفر عنه المواقف الجديد لهذه السلطة قبل اتخاذ قرار إعادة العلاقات الثنائية إلى مجراها الطبيعي وإلى سابق عهدها. في سياق موصول، لم يستبعد المحلل السياسي تأثير الاتهامات التي يصر المجلس الانتقالي الليبي على كيلها للجزائر على العلاقات الثنائية كأحد أوجه التأثير الخارجي في سياسة هذا المجلس الانتقالي، مشيرا إلى أن الجميع على دراية أن هذه الاتهامات لم تكن لتخدم مصالح الشعب الليبي بل تخدم مصالح أطراف خارجية لها حسابات ضيقة مع الجزائر، وترويج مثل هذه الاتهامات في رأي قلالة يعني أن المجلس الانتقالي الليبي قد ساير سابقا أجندة لسياسات أجنبية لا تعمل بطريقة ضمان المصالح المشتركة بينها وبين الجزائر.