حذر الدكتور محند برقوق مختص في العلوم السياسية العلاقات الدولية من تطورات الوضع في ليبيا على دول المنطقة، معتبرا أن قربها من الساحل وضعف إدارتها الأمنية، بالإضافة إلى انتشار الأسلحة سيضاعف احتمال امتداد العنف الإرهابي من الساحل إلى بعض الدول الإفريقية الأخرى، مؤكدا أن ليبيا ما بعد القذافي لن تكون مستقرة وستشهد وضعا عنيفا ومتأزما. قال الدكتور والمحلل السياسي محند برقوق في اتصال مع »صوت الأحرار«، أمس، حول تطورات الوضع في ليبيا، إنه »في تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة لاحظنا تغيرا في طبيعة سلوكات الدول الخاص بتغيير الأنظمة السياسية«، ففي حين يكفل القانون سيادة وحرمة الدول إلا أنه أحيانا كانت بعض الدول تلجأ للتأثير على طريقة تغيير الأنظمة السياسية سواء بالانقلابات في الدول الإفريقية »الفرنكوفونية« أو في حالة العراق خلال الإطاحة بصدام حسين من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح المختص والمحلل السياسي محند برقوق أنه في الحالة الليبية لأول مرة في التاريخ نرى حركة متمردة عسكرية تدعم عسكريا من طرف كتلة أمنية لدول حلف الشمال الأطلسي، حيث اتخذت ذريعة حماية المدنيين في البداية، ثم باسم القرار الأممي 73-19، قبل أن يعلن صراحة أن الهدف هو الإطاحة بمعمر القذافي، معتبرا أنه في الأيام القادمة سيعلن عن سقوط القذافي ومعه سيسقط ليبيا في مرحلة تتميز بالعنف والفوضى واللااستقرار، مرجعا ذلك لأسباب عدة. وحسب الدكتور محند برقوق فإن ذلك راجع إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو مجلس استثنائي غير تمثيلي، حيث اكتسب شرعيته من الخارج أكثر من الداخل، مضيفا أن سقوط نظام القذافي يعني غياب أي أطر للإدارة الأمنية في ليبيا خاصة مع وجود انتشار كبير للأسلحة، كما يرى الدكتور برقوق أن عدم تمثيلية المجلس الانتقالي وغياب توافق يشارك فيه كل الليبيين يجعل من إمكانية أن يتحول الاختلاف إلى صراعات عنيفة مستقبلا أمرا غير مستبعد. كما حذر المختص في العلاقات الدولية محند برقوق من إمكانية خلق بؤر للتوتر، خاصة في ظل نظام قبلي مع احتمال بروز حركيات تنشط ضمن الجريمة المنظمة في ليبيا، وذلك في ظل انتشار الأسلحة، وضعف الإدارة الأمنية في ليبيا، مشيرا إلى عدم قدرة الليبيين على بناء منطق لهندسة سياسية جديدة سوف يستدعي حسب ما تريده الدول الغربية مرافقتها لليبيا لمرحلة انتقالية لبنائها، تحت غطاء أممي وباسم الشرعية الدولية لكن بمنطق المصالح الإستراتيجية لا غير. كما تطرق الدكتور محند برقوق إلى الوضع الحالي في ليبيا وتداعياته على منطقة الساحل، مؤكدا أن قرب ليبيا من الساحل وضعف إدارتها الأمنية، بالإضافة إلى انتشار الأسلحة سيضاعف احتمال امتداد العنف الإرهابي من الساحل إلى بعض الدول الإفريقية الأخرى، خاصة وأن بعض التحاليل -يضيف المتحدث- تشير إلى أن الجماعات الإرهابية امتلكت أسلحة »تكتيكية« انطلاقا من التراب الليبي، مما قد يرفع شدة عنفها وقدرتها التدميرية، مما يستوجب قراءة متأنية وبمنطق استراتيجي لليبيا، لأن ليبيا ما بعد القذافي لن تكون مستقرة بل ستشهد مشاهد أخرى من العنف والتأزم.