ليبيا ستعرف مستقبلا تفاقم العنف في كل الاتجاهات تدفق اللاجئين وتنامي الجريمة والإرهاب انعكاسات متوقعة على الجزائر يرى الدكتور محند برقوق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر ومدير مركز الدراسات الأمنية والسياسية أن سقوط نظام العقيد معمر القذافي كان متوقعا لوجود إرادة دولية لذلك منذ 19 مارس الماضي كون الناتو تجاوز القرار1973 من حماية المدنيين إلى تغيير النظام. ويتوقع ظهور ثغرة على مستوى الإدارة الأمنية و انتقال العنف في هذا البلد مستقبلا من عنف موجه لهدف واحد هو القذافي إلى عنف موجه لعدة أهداف متباينة، أما تداعيات سقوط القذافي على الجزائر فيراها من خلال ثلاث صور، هي ازدياد تدفق اللاجئين، تنامي الجريمة المنظمة عبر الحدود وازدياد التهديد الإرهابي في الساحل وشمال إفريقيا. كيف تقرأون سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا؟ أظن أن سقوط نظام العقيد معمر القذافي أمر منتظر بحكم وجود إرادة دولية مند 19 مارس 2011 في اجتماع باريس الذي عقده ساركوزي، ثم صدور القرار الأممي 1973، وكذا بالنظر لطبيعة كثافة العلميات الجوية لحلف شمال الأطلسي ضد الجيش الليبي، حيث تخطى "الناتو" خطوط القرار الأممي وتحولت مهمته من حماية المدنيين إلى تغيير النظام السياسي في ليبيا، وهذا خارج إطار القرار 1973 الذي لم ينص على تغيير النظام. كيف تتصورون المشهد الليبي بعد سقوط نظام العقيد من جميع الجوانب؟ - المشهد الليبي سيكون مختلفا عن الانتقال السلمي للسلطة السياسية في تونس ومصر حيث لم يكن في هذين البلدين تمرد عسكري بل حراك سياسي شعبي، في ليبيا هناك انتصارات بأدوات تغيير العنيف، في ظل مجتمع قبلي ومع غياب سلطة أمنية مشتركة بفعل تهاوي الأنظمة الأمنية للقذافي كل هذا سوف يخلق ثغرة على مستوى الإدارة الأمنية ما يوحي بانتقال العنف من عنف موجه نحو هدف وحيد هو القذافي إلى أهداف متباينة ليست بالضرورة أهداف سياسية، ومع انتشار الأسلحة الخفيفة يمكن توقع تنامي الجريمة وأعمال الثأر، وبصورة بسيطة سوف نرى تفاقم اللأمن في هذه الدولة، فالمشهد العراقي والأفغاني يشتركان في عملية التفكك الأمني وهذا ما ستعرفه ليبيا في الأشهر المقبلة. وكيف تتوقعون تأثير كل ما ذكرتموه على الجزائر مستقبلا؟ - تنامي الأزمة الأمنية في ليبيا ومع انتشار العنف وتوسع رقعة تداول الأسلحة يمكن توقع ثلاثة تصورات، الأول يتمثل في بداية تنقل اللاجئين نحو كلا من تونسوالجزائر بما قد يخلق أزمة إنسانية جديدة، والتصور الثاني هو تنامي الجريمة والجريمة المنظمة عبر الحدود أما التصور الأخير فهو احتمال امتلاك الجماعات الإرهابية أسلحة جديدة ما قد ينمي من شدة التهديد الإرهابي في الساحل وشمال إفريقيا في المستقبل. أي دور تتوقعونه "للناتو" مستقبلا في ليبيا وهو الذي ساهم بقوة في إسقاط نظام القذافي؟ - في الحالة العراقية رأينا تدخل الأممالمتحدة لتسهيل عملية إعادة التعمير، وفي الحالة الأفغانية يقوم حلف شمال الأطلسي بعملية الإدارة الأمنية، أما في الحالة الليبية فإن انهيار نظام القذافي يلغي شروط تدخل الحلف، لكننا سوف نرى وصفة جديدة للغرب تحت غطاء أممي لإدارة المرحلة الانتقالية سواء ما تعلق منها بهندسة النظام السياسي الجديد، أو لمحاولة المساعدة على بناء جيش ليبي جديد ومنظومة ليبية أمنية تتوافق مع طبيعة التهديدات التي تحدثنا عنها سابقا.