يلتحق يوم الأحد المقبل 8239000 تلميذا من الأطوار التعليمية الثلاثة بمقاعدهم الدراسية، عبر كامل التراب الوطني، وفي يوم واحد شمالا وجنوبا. وحسب الوثيقة التي تحصلت عليها »صوت الأحرار« أمس من وزارة التربية الوطنية، فإن وزارة التربية أقرت تخفيفا جديدا في التوقيت الدراسي، وأحدثت فضاءات زمنية بممارسة النشاطات اللاصفية. وخصصت الدولة لهذا الدخول المدرسي أغلفة مالية ضخمة، قدرتها ب 40 مليار دينار، لضمان المجانية الواسعة للتلاميذ في مجالات عديدة. الوثيقة قالت أن هذا الدخول المدرسي الجديد يدخل في إطار مواصلة مسار استكمال تنفيذ إصلاح المنظومة التربوية، الذي يتميز بعمليات تكييف النظام، وبالتحسينات الرامية إلى رفع نوعية التعليم، ومردود النظام التربوي، وترتبط هذه العمليات بتحسين نوعية التعليم، والحد من التسرب المدرسي، والتوجيه والإرشاد المدرسي، وتحسين التسيير، وتثمين الموارد البشرية، وتحديد الإطار القانوني والتنظيمي بشكل أفضل. وأوضحت وزارة التربية أن الدخول المدرسي سيشهد تطبيق عملية التهيئة الجديدة للزمن الدراسي في الطور الابتدائي، وتتمثل هذه التهيئة في تخفيف اليوم الدراسي، مع توفير فضاءات زمنية تسمح بممارسة النشاطات اللاصفية، وقد تم تحديد التوقيت الأسبوعي بمجموع 28 حصة ذات 45 دقيقة إجبارية، موزعة على أيام الأسبوع من يوم الأحد إلى يوم الخميس، من الساعة الثامنة إلى الساعة 11و15 دقيقة، ومن الساعة 13 إلى الساعة 14 و30 دقيقة، ويتوسع هذا التوقيت تدريجيا مع تقدم سن التلميذ، وتخصص الحصص ابتداء من الساعة 14 و30 دقيقة مساء أيام الثلاثاء للنشاطات اللاصفية غير الإجبارية. وزيادة عن هذا بُرمجت حصتان مخصصتان للمعالجة البيداغوجية في الرياضيات واللغة العربية يومي الأحد والخميس ابتداء من الساعة 14و30 دقيقة لصالح التلاميذ الذين يظهر عليهم تأخر في بعض الدروس. وأوضحت الوزارة، أن تهيئة الزمن الدراسي في الطور الابتدائي سيسمح باسترجاع حجم زمني معتبر، ويتيح تهوية وتوزيع البرامج التعليمية على سنوات الدراسة للطور الابتدائي بشكل أفضل، وهذه العملية لا يترتب عنها بأي شكل من الأشكال إقامة نظام الدوام المتواصل، بل بالعكس فإن الوقت المخصص للإطعام يقع بين الساعة 11 و15 دقيقة والساعة 13. عصرنة البيداغوجيا والإدارة تقول الوزارة، إن مجمل الثانويات مجهز بمخبر للمعلوماتية، كما يتوفر بعضها على مخبر ثان، وكل مخبر يحتوي على 15 حاسوب وموزع بمرفقاته، وقد تمت برمجة 1679 ثانوية للاستفادة من مخبر ثان، حيث سيجهز منها 210 ثانوية، وقد تم تجهيز 1467 متوسطة بمخبر، وستتواصل العملية خلال عام لتجهيز بقية المتوسطات، وفي مرحلة ثانية ستُزود كافة المتوسطات بمخبر ثان هي الأخرى. وفي مجال المعلوماتية، أوضحت وزارة التربية أنها شرعت في تعليم المعلوماتية بداية من السنة الدراسية 2005 2006 بالنسبة إلى تلاميذ السنة الأولى ثانوي، ثم أُدرج في الطور المتوسط ابتداء من 2006 2007، حيث عُمم على سنوات هذا الطور بصفة تدريجية، وقد تمّ وضع برنامج لتعليم المعلوماتية، وضبط تنظيم لتمكين تلاميذ نهاية الطور المتوسط من المشاركة في امتحان شهادة الأهلية في المعلوماتية. وفي مجال التكوين، شمل برنامج تكويني في هذا المجال منذ بضع سنوات كافة المفتشين، وأساتذة التعليم الثانوي و 63000 أستاذ للتعليم المتوسط، وقد شرعت وزارة التربية الوطنية بالتعاون مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال خلال السنة الدراسية المنصرمة في تكوين أساتذة التعليم الثانوي لمختلف الولايات على رخصة القيادة المعلوماتية، وقد تم إلى حد الآن تكوين 14866 أستاذأ في المستويين الأول والثاني، و866 أستاذا في المستويين الثالث والرابع. التكوين متواصل عملية التكوين هي الأخرى متواصلة وفق ما جاء في الوثيقة، وأكدت الوزارة أن نسبة الذين لهم التأهيل المطلوب )الليسانس( في الطور الابتدائي انتقلت من 13.41 بالمائة سنة 2004 2005 إلى 48.9 بالمائة مع نهاية سنة 2010، وبذلك يصبح عددهم 160370 أستاذ. أما في الطور المتوسط ، فانتقلت نسبة التأهيل من 13.86 بالمائة سنة 2004 2005 إلى 44.34 بالمائة سنة 2010، ومجموع المؤهلين حاليا هو 142516 أستاذ. والجدير بالذكر أن التوظيف يتم منذ سنة 2001 2002 على أساس شهادة الليسانس في الاختصاص للتدريس في مختلف الأطوار، وبداية من السنة الجارية يتم على أساس الماستر للتوظيف في التعليم الثانوي. تلاميذ بحجم سكان دولة وحسب الأرقام التي قدمتها وزارة التربية، فإن عدد التلاميذ هذه السنة الدراسية يُقدر بمجموع 8239000 تلميذ، وبالتالي فإن القطاع سيسجل زيادة إجمالية قدرها ب 273 ألف تلميذ مقارنة بالسنة الفارطة، أي بزيادة 3.4 بالمائة في كل الأطوار التعليمية. وسيعرف الابتدائي زيادة قدرها 96 ألف تلميذ، أي 2.8 بالمائة، والتعليم المتوسط 98500 تلميذ، أي بزيادة 3.2 بالمائة، والتعليم الثانوي 78500 تلميذ، أي بزيادة 6.1 بالمائة. ويشرف على تأطير هذا العدد الضخم تربويا وإداريا 632402 مستخدما من بينهم 64.24 بالمائة يمثلون التأطير البيداغوجي، و35.76 بالمائة يمثلون التأطير الإداري، ويُقدر عدد التلاميذ بالنسبة للمدرس الواحد في كل الأطوار وعلى المستوى الوطني ب 23.54 بالمائة في الابتدائي، و 20.97 بالمائة في المتوسط، و 16.10 في الثانوي، وقد تم إدماج 29272 متعاقدا، يستجيبون للشروط الأكاديمية والبيداغوجية والأقدمية. حظيرة ضخمة من الهياكل قالت الوثيقة، أن قطاع التربية يملك حظيرة ضخمة من الهياكل التربوية، قدرت مؤسساتها المدرسية بمجموع 24932 مؤسسة، منها 17994 مدرسة ابتدائية، و 5040 متوسطة، و1898 ثانوية، وستسمح الهياكل التي سيتم استلامها عند الدخول المدرسي الجديد بتوفير 2457 حجرة درس ، منها 927 للتوسيع ، تسمح بتوفير 98280 مقعدا بيداغوجيا جديدا، أي بزيادة 250 مدرسة ابتدائية، وفي التعليم المتوسط 113 متوسطة جديدة و 228 حجرة درس للتوسيع ستسمح بتوفير 76920 مقعدا بيداغوجيا جديدا، وفي التعليم الثانوي 81 ثانوية جديدة، تسمح بتوفير 64800 مقعدا بيداغوجيا جديدا، وسيبلغ مجموع المقاعد البيداغوجية الجديدة في كل الأطوار 240 ألف مقعدا.