يتواصل لليوم الثالث على التوالي الإضراب المفتوح عن الطعام للأساتذة المتعاقدين، بمقر نقابة مستخدمي الإدارة العمومية "سناباب"، في بلفور بالعاصمة، وقد شاركت فيه 15 أستاذة من مجموع 22 أستاذا، للضغط على وزارة التربية والسلطات العمومية الأخرى، من أجل تلبية مطالبهم المتمثلة أساسا في الترسيم والإدماج، والحصول على العطل المدرسية، والمرضية، وعطل الأمومة، والمستحقات المالية المتخلفة، وإعادة كافة الأساتذة المفصولين تعسفا. عاينت أمس "صوت الأحرار" مكان تواجد الأساتذة المتعاقدين ال22 المضربين عن الطعام منذ أول أمس الاثنين، ولاحظت أن 15 أستاذة من ضمن هذا العدد هن في إضراب مفتوح، وقد أمضين ليلتين بنهاريهما حتى نهار اليوم الذي هو اليوم الثالث على التوالي، وجوههن كانت شاحبة من عناء الجوع والعطش، ومعنوياتهن متردية من كثرة ما يشعرن به من مذلة واحتقار من قبل السلطات العمومية التي مثلما قالت إحداهن استكثرت فينا السلطات العمومية إدماجنا في مناصب العمل التي نحن أصلا نشغلها منذ سنوات، ومنحنا أبسط حقوق المواطنة التي نطالب بها، والتي هي مثلما قالت: الإدماج والترسيم النهائي، الاستفادة من جميع العطل المدرسية التي نحن الآن محرومون مما يقابلها ماليا والعطل المرضية وعطل الأمومة، الحصول على منحتي التوثيق والتأهيل، وعلى كافة المستحقات المالية المتخلفة، ثم إعادة إدماج الأساتذة المفصولين تعسفا. وحسب الأستاذة مريم معروف عضوة المكتب الوطني المكلفة بالإعلام، فإن مجموعات من ممثلي النقابات المستقلة وتنظيمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية قد زارت الأساتذة المضربين في مكان تواجدهم وعبرت عن تضامنها المطلق معهم، ومع المطالب المشروعة التي يطالبون بها، ومن بين هذه التشكيلات المهنية ، الإنسانية والسياسية التي قامت بزيارة المضربين والمضربات- مثلما قالت الأستاذة معروف: رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان الأستاذ مصطفى بوشاشي، الناطق الرسمي لنقابة "كلا" الأستاذ محمد بوخطة، ممثل عن نقابة "كناباست"، ممثلون عن النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية "ساتاف"، ثم الدكتور بسباس الطاهر ممثلا عن الأرسيدي، وممثل حركة النهضة، في حين غابت الأحزاب السياسية الأخرى، والإتحاد العام للعمال الجزائريين، وأغلبية النقابات الوطنية المستقلة. وفي سياق عملية التضامن والمساندة الجارية مع المضربين والمضربات عن الطعام، قالت ممثلة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين: تلقينا من خارج الحدود بيان مساندة وتضامن من قبل الإتحاد الدولي للخدمات العامة. وينتظر- حسب مصدر عن نقابة "سناباب" أن تتوسع دائرة التضامن والمساندة مع المضربين، وخاصة منهم الأستاذات المضربات اللواتي وضعتهن وزارة التربية وإدارة الوظيف العمومي وبقية السلطات العمومية الأخرى في وضعية إنسانية صعبة. ومثلما أضاف مصدرنا، فإن إضراب نساء جزائريات عن الطعام بهذا العدد ، وخاصة أستاذات يحدث لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، وهو مؤشر غير مشرف، لا لوزارة التربية وإدارة الوظيف العمومي فحسب، بل للسلطات العمومية والدولة الجزائرية ككل، وحين يعرف السبب يبطل العجب- مثلما قال مصدرنا- فهؤلاء الأساتذة المضربين عن الطعام لا يطالبون إلا بأبسط حقوق المواطنة التي هي عند الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها في متناول الحيوانات. ونشير إلى أن نقابة "ساتاف" كانت أمس قد سلمت المضربين رسالة تضامن ومساندة، مؤكدة لهم أنها سوف تبدل ما في وسعها من أجل استجماع وسائل الضغط على الجهات المعنية، وتحقيق المطالب العادلة التي ينادي بها الأساتذة المضربون. ومن جهتها نقابة"سناباب" التي احتضنت الحركة الاحتجاجية في مقرها الوطني أسهمت مع المضربين بإضراب عضوين قياديين في المكتب الوطني للنقابة، هما الأمينة الوطنية للنقابة نصيرة غزلان، ومراد شيكو، وهما حتى الآن في إضراب متواصل عن الطعام مع الأساتذة المضربين، وهذا من باب التضامن المطلق معهم.