أكد المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين في بيان أصدره أمس تحت رقم 14 أن مسيرة نظمت زوال أمس نحو مقر السفارة الجزائرية بالرباط، شارك فيها أعضاء المنتدى المغاربي المجتمعين هناك، وقد تم تسليم قائمة التوقيعات المساندة للأساتذة المتعاقدين المضربين عن الطعام، منذ 14 جويلية حتى يومنا هذا، وقد عبروا عن تضامنهم مع المضربين، وطالبوا السلطات الجزائرية بتلبية مطالبهم الإنسانية المشروعة. هارون.م.س البيان رقم 14 الصادر زوال أمس عن المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين أكد بكل وضوح وثقة أن الحالات الإسعافية والجوع والوهن الذي يلازم الأساتذة المضربين لم يثن من عزيمة الأساتذة المتعاقدين، بل كل هذا زادهم قوة وإيمانا بقضيتهم وبحقهم المشروع في العمل بكل كرامة، وعليه مثلما يضيف البيان مازال المضربون مصرين على مواصلة الإضراب عن الطعام إلى غاية تحقيق المطالب المشروعة، وعلى رأسها مطلب الإدماج. المجلس الوطني أوضح مثلما جرت العادة في البيانات السابقة الأخرى أن المتضامنين والمساندين للمضربين ما زالوا يتوافدون على مقر نقابة "سناباب "، أين يتواجد المضربون عن الطعام، وكان آخرهم أمس ممثلو حزب العمال، الذين مثلما قال البيان عبروا للمضربين عن تضامنهم ومساندتهم المطلقة لهم. وسجل البيان باعتزاز وأنفة الزيارة التي قام بها والد إحدى الأستاذات للاطمئنان على ابنته وتشجيعها وزملائها المضربين، رغم تقدمه في السن ومرضه الشديد، وكذا حضور زوج إحدى الأستاذات المضربات، وأخ أستاذة أخرى، ووالد أستاذ آخر، وقال أنهم جميعهم عبروا عن تضامنهم وتآزرهم مع المضربين. وكشف البيان عن مسيرة تم تنظيمها زوال أمس نحو السفارة الجزائرية بالرباط من قبل المنتدى المغاربي المنعقد هناك، وقد شاركت فيها حسب الأستاذة نصيرة غزلان الأمينة العامة لنقابة "سناباب " عدة نقابات جزائرية مستقلة وجمعيات مدنية من الجزائر والمغرب وتونس وموريثانيا ,وكذا نقابات فرنسية وإسبانية وإيطالية، ومن المقرر حسب نفس المصدر أن يكون المشاركون والمنظمون للمسيرة قد سلموا القائمة الإسمية بكامل توقيعاتها المتضامنة والمساندة للأساتذة المضربين للسفير الجزائري بالرباط، قصد تبليغها إلى أعلى هيئة في البلاد. وعن لجوء النقابات والجمعيات الوطنية الجزائرية إلى تنظيم مسيرة من هذا النوع في المغرب عوض الجزائر، قالت، كنا نتمنى من أعماقنا أن تنظم هذه المسيرة في الجزائر ولكن مثلما تعلمون كل المسيرات ممنوع تنظيمها في الجزائر، ومن تم فالسلطات العمومية لم تترك لنا القيام بهذا الخيار السلمي والدستوري في الجزائر، وحتى هذه اللحظة ورغم مرور 14 يوما عن بداية إضرابنا إلا أنها وبما فيها وزارة التربية، الوزارة الوصية لم تزرنا ولم تفكر فينا أو تفتح حوارا معنا، فهي حتى الآن مثلما أضافت مازالت أبوابها موصدة ، وترفض تقبل مطالبنا المشروعة، التي تدخل ضمن عداد أبسط حقوق المواطنة. ورغم هذا المنع المتبع في الجزائر إزاء المسيرات والاعتصامات والتجمعات في العاصمة وغيرها من الولايات الأخرى، إلا أن هيئة ما بين نقابات الوظيف العمومي وأحزاب الأرسيدي، الأفافاس، النهضة، حزب العمال، الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وعدد آخر من التنظيمات قررت مجتمعة تنظيم تجمع بعد غد الأربعاء أمام مقر وزارة التربية الوطنية، من أجل مواصلة الضغط على وزارة التربية وبقية السلطات العمومية الأخرى المعنية، وإشعار الرأي العام الوطني والدولي بخطورة ما قد يصيب أحد الأساتذة أو إحدى الأستاذات جراء هذا الإضراب المتواصل عن الطعام، وما قد ينجر عن ذلك من عواقب وخيمة على المنظومة التربوية خصوصا والمجتمع الجزائري عموما. وما هو مؤكد اليوم أن الحالة الصحية والنفسية للأساتذة المضربين البالغ عددهم حتى الآن 45 أستاذا وأستاذة هي في حالة يرثى لها، وتؤثر تأثيرا بالغا في نفس من يزورهم ويتحدث إليهم، وجوههم شاحبة ، مصفرة، وتطلع المسؤولين من الآن أن حوالي ثلاثين أستاذا وأستاذة منهم هم في حالة خطر او قريبين من الخطر ، ولن نقول أي خطر، بل بكل وضوح هو خطر الموت، وقد تعرض حتى الآن عدد منهم للإغماءات وفقدان الوعي، ولولا الماء والسكر الذي منح لبعضهم ولولا نقل بعضهم للمستشفى لكان انخفاض السكر وارتفاع الضغط الدموي وانخفاضه لكان قد زهق أرواح بعضهم، لاسيما منهم المصرين على مواصلة الإضراب حتى لو قدر لهم الموت. ووفق ما أكدته أمس الأستاذتان نصيرة غزلان ومريم معروف المكلفة بالإعلام في المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، فإن حوالي 30 أستاذا وأستاذة هم اليوم يعيشون حالة الخطر، وعليه فإنه من واجب السلطات العمومية المعنية أن تسارع لإيجاد الحل قبل فوات الأوان، لأن طاقة أجسام المضربين والمضربات هي الآن في المنحدر، وفي الشوط الأخير من الضعف والهزال وانعدام القوة والقدرة والمقاومة.