قرّر أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب من الجنود الاحتياطيين التابعين للجيش الوطني الشعبي الدخول في اعتصام وطني مفتوح ابتداء من شهر أكتوبر المقبل. وقبل ذلك ستلجأ هذه الفئة التي تمّ تجنيدها في »العشرية السوداء« لمحاربة الجماعات الإرهابية بتنظيم اعتصامات أمام مقرات الولايات التي ينتمون إليها يوم 19 من الشهر الحالي لمنح السلطات المعنية آخر فرصة للاستجابة إلى مطالبهم. اتفق مندوبو ما لا يقل عن 28 ولاية في اجتماع عُقد الخميس الماضي بمدينة يسر ولاية بومرداس على تصيعد الحركة الاحتجاجية التي كان أفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب التابعين لصف الجنود الاحتياطيين من الجيش الوطني الشعبي قد بدؤوها يوم 20 جوان الماضي في اعتصام وطني بالعاصمة حال دون وصولهم إلى مبنى وزارة الدفاع الوطني من أجل إيصال مطالبهم إلى السلطات المعنية، وقد اكتفوا حينها بلقاء أحد أعضاء لجنة الدفاع بالمجلس الشعبي الوطني الذي التزم بنقل انشغالاتهم والردّ عليها في آجال قريبة. وفي هذا السياق أفاد المنسق الجهوي لأعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب لولايات الغرب، منور فاطمي في تصريح ل »صوت الأحرار«، أن اجتماع بومرداس درس كافة الجوانب المتعلقة بالخيارات المتاحة أمام هذه الشريحة وكذا الوقوف على تقييم موضوعي لسير الحركة الاحتجاجية وفي المقابل مناقشة ردّ فعل السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة الدفاع الوطني قبل الاتفاق على أية خطوة جديدة، ومن خلال ذلك أورد أن الإجماع حاصل على ضرورة الخروج إلى الشارع من جديد وتنظيم اعتصام وطني مفتوح لا ينتهي إلا عند تلبية كل الانشغالات المطروحة. واستنادا إلى المعلومات التي قدّمها منور فاطمي فإن صمت السلطات هو الذي دفع بممثلي أفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب إلى تغليب خيار التصعيد، موضحا أن هذه الشريحة انتظرت أكثر مما كان متفقا عليه منذ شهر جوان الماضي دون أن يستجد جديد بخلاف المتفق عليه، مثلما أشار على هذا المستوى إلى أن الاجتماع المرخّص له بولاية بومرداس نهاية الأسبوع لم يحسم في تاريخ بعينه للاعتصام الوطني المفتوح الذي سيكون محور اجتماع آخر خلال الأسابيع المقبلة للبتّ في مصير الحركة الاحتجاجية. وعلى إثر ذلك أوضح محدثنا في هذا الشأن بأن الاعتصام الوطني لن يتحدّد إلا بعد الوقوف على ردّ فعل السلطات المعنية بناء على الاعتصامات التي ستشهدها حوالي 46 ولاية يوم 19 من شهر سبتمبر الحالي. يأتي ذلك بعدما شهدت هذه الولايات اعتصامات مماثلة عشية حلول شهر رمضان المبارك، وكانت تلك الخطوة تمهيدا لاعتصام مفتوح اتفق في تلك الفترة على أن يتزامن مع الدخول الاجتماعي لزيادة الضغط وكسب مزيد من التعبئة وسط هذه الشريحة التي تذهب تقديرات منور فاطمي إلى أنها تصل إلى 60 ألف عون تعبئة لمكافحة الإرهاب. وزيادة على ذلك كان مقرّرا أن يُعلن خلال اجتماع مدينة يسر ببومرداس عن تأسيس ما أسماه المنسق الجهوي لمنطقة الغرب »منظمة وطنية« تُمثّل هذه الفئة مما يسمح لها، على حدّ تعبيره، بتنظيم صفوفها أكثر لكن المجتمعون تراجعوا وفضّلوا التريّث والتفرّغ كلية للمطالب الاجتماعية خصوصا أمام إدراكهم صعوبة الحصول على ترخيص من مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية. وتتمثّل أهم انشغالات أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب، من الجنود الاحتياطيين، في المطالبة بالتعويض عن سنوات الخدمة بأثر رجعي من تاريخ الشطب، إضافة إلى تخصيص منحة شهرية »نظرا للمدة المحدّدة في القانون العمل وهي ثمان ساعات يوميا حيث أن هذه الفئة عملت 24 ساعة على 24 ساعة خلال العشرية السوداء«، وكذا الاستفادة من بعض المزايا في الجانب الاجتماعي، كما يطالبون بتوفير مناصب شغل للذين تركوا مناصبهم قصد تلبية الواجب الوطني، ودعوا إلى تخصيص شطر من السكنات الاجتماعية أو تخصيص قروض من دون فوائد.