قرّر أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب من الجنود الاحتياطيين في الجيش الوطني الشعبي العودة من جديد، ابتداء من اليوم، إلى الاعتصام أمام مقرّات الولايات تمهيدا لتنظيم احتجاج وطني مفتوح شهر سبتمبر المقبل. يأتي ذلك بعد انقضاء المهلة التي منحوها إلى السلطات العمومية من أجل التكفّل بمطالبهم وعلى رأسها الحصول على تعويض بأثر رجعي عن سنوات الخدمة. انتهت المهلة الزمنية التي منحها أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب للسلطات العمومية من أجل تلبية عريضة مطالبهم التي سلّموها إلى كل من مصالح رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع الوطني في اعتصامهم الوطني يوم 20 جوان الماضي، وبناء على الاتفاق الذي جرى مع أعضاء في لجنة الدفاع بالمجلس الشعبي الوطني فإنه كان من المفترض الردّ على انشغالات هذه الشريحة قبل حلول شهر رمضان المبارك. وعلى الرغم من ذلك لم يحصل الجنود الاحتياطيون على الملموس وهم الذين استدعوا في الفترة بين 1995 و1999 من أجل مكافحة الجماعات الإرهابية نظرا للخبرة التي اكتسبوها أثناء مرحلة الخدمة الوطنية، الأمر الذي دفع بهم مرة أخرى للعودة إلى خيار التصعيد من أجل الضغط أكثر على الجهات الوصية المكلّفة بدراسة ملفاتهم. وعلى هذا الأساس أكد المنسّق الجهوي لولايات الغرب لأعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب، منور فاطمي، أنه بعد الاعتصامين الذين شهدتهما كل من ولايتي بومرداس وتيزي وزو يومي الأربعاء والخميس الماضيين على التوالي، سيأتي الدور لباقي الولايات الأخرى اليوم الأحد من خلال تنظيم اعتصام أمام مقرات الولايات، وأفاد في اتصال مع »صوت الأحرار« أن هناك 30 ولاية معنية بالأمر. وبناء على التوضيحات التي قدّمها منور فاطمي فإن هناك حوالي 62 ألف من أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب الذين شغلوا لسنوات في صفوف الجيش الاحتياطي، مستغربا ما أسماه »التهميش الذي طال هذه الفئة رغم أنها حاربت الجماعات المسلحة في وقت كانت تمرّ فيه البلاد بظروف صعبة«، وبرأيه: »لقد حان الأوان لإعادة الاعتبار لنا والاعتراف بما قدّمناه من تضحيات«. ومن بين الولايات المعنية باعتصامات اليوم ذكر محدّثنا تلك التي عرفت تمركز الجماعات الإرهابية في »العشرية السوداء« مثلما هو الحال بالنسبة إلى جيجل، باتنة، أم البواقي، خنشلة، سعيدة، تلمسان، تيارت، برج بوعريريج، المسيلة، سطيف، بسكرة وغيرها، متوقعا أن تكون هناك استجابة واسعة من طرف المنتسبين إلى هذه الفئة. كما أوضح فاطمي أنه بموجب ردّ فعل السلطات سييتم تحديد مصير الاحتجاج المفتوح الوطني المقرّر شهر سبتمبر المقل، ملمحا إلى إمكانية أن يكون إما أمام مقرّ رئاسة الجمهورية أو وزارة الدفاع الوطني، وهو لا يستبعد ألا يقل عدد الوافدين من أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب عن 6 آلاف، بما يعني أنه هذا العدد سيفوق بكثير اعتصام يوم 20 جوان الماضي، مشيرا إلى وجود اتفاق على الذهاب بعيدا من أجل تحقيق المطالب. وتتمثّل أهم انشغالات أعوان التعبئة لمكافحة الإرهاب، من الجنود الاحتياطيين، في المطالبة بالتعويض عن سنوات الخدمة بأثر رجعي من تاريخ الشطب، إضافة إلى تخصيص منحة شهرية »نظرا للمدة المحدّدة في القانون العمل وهي ثمان ساعات يوميا حيث أن هذه الفئة عملت 24 ساعة على 24 ساعة خلال العشرية السوداء«، وكذا الاستفادة من بعض المزايا في الجانب الاجتماعي، كما يطالبون بتوفير مناصب شغل للذين تركوا مناصبهم قصد تلبية الواجب الوطني، ودعوا إلى تخصيص شطر من السكنات الاجتماعية أو تخصيص قروض من دون فوائد. ويجدر التذكير أنه تمّ تكليف عدد من الممثلين بالتوجه إلى بيت رئيس الجمهورية الأسبق، اليامين زروال، وذلك بعد انقضاء شهر رمضان المبارك من أجل التوسط لدى السلطات العمومية قصد إيجاد حلّ لوضعيتهم، ويعود ذلك إلى أن استدعاء الجنود الاحتياطيين في الفترة بين 1995 و1999 جاء وفق المرسوم الرئاسي الذي وقعه زروال، وهو المرسوم 95-146 المؤرّخ في 27 ماي 1995.